للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصحاب: خبر. والاختصاص أقوى في المدح والفخر، لو كان في القصة فخر، فقائل الرجز أعرابي بدوي، جاء من البادية بروح جاهلية، ففخر بقومه في موطن لم يفخر فيه أحد؛ لأنها كانت معركة خاسرة لكلا الطرفين، ولم ينقل أنّ صحابيا حضر الوقعة، وعدّها من مآثره. [الشذور/ ٢١٩، والهمع/ ١/ ١٧١، والأشموني/ ٣/ ١٣٧، والحماسة/ ٢٩١].

[٣٥ - فأخذت أسأل والرسوم تجيبني ... وفي الاعتبار إجابة وسؤال]

غير منسوب.

والشاهد: «أخذت أسأل»، حيث أتى بخبر الفعل الدال على الشروع مضارعا مجردا من أن المصدرية؛ وذلك واجب في خبر هذا الفعل وإخوانه. [شذور الذهب/ ٢٧٥].

[٣٦ - لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها ... وأمكنني منها إذن لا أقيلها]

من شعر كثيّر بن عبد الرحمن، كثيّر عزّة، وكان قد مدح عبد العزيز بن مروان، فأعجبته مدحته، فقال له: احتكم، فطلب أن يكون كاتبه، وصاحب أمره. فردّه وغضب عليه. لئن: اللام: موطئة للقسم. إن: شرطية. إذن: حرف جواب وجزاء. لا: نافية.

أقيلها: مضارع مرفوع. وجملة «لا أقيل»: جواب القسم. وجواب الشرط محذوف، يدل عليه جواب القسم، فإذا

اجتمع شرط وقسم، كان الجواب للسابق.

والشاهد: «إذن لا أقيلها»، حيث رفع الفعل بعد «إذن»؛ لأنها غير مصدرة.

[الخزانة/ ٨/ ٤٧٣، وسيبويه/ ١/ ٤١٢، والشذور/ ٢٩٠].

٣٧ - وليل كموج البحر أرخى سدوله ... عليّ بأنواع الهموم ليبتلي

لامرئ القيس من معلقته. وفيه شاهدان: الأول: «وليل»، حيث حذف حرف الجر «ربّ»، وأبقى عمله بعد الواو، ويعرب هنا: مبتدأ. والثاني: ليبتلي: مضارع منصوب ب «أن» مضمرة بعد «لام» التعليل، وكان حقه أن يحرك الياء؛ لخفة الفتحة عليها، ولكنه قدر الفتحة.

[٣٨ - فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع ... فألهيتها عن ذي تمائم محول]

هذا البيت لامرئ القيس من معلقته، وأورده ابن هشام في «المغني» شاهدا على أنّ

<<  <  ج: ص:  >  >>