٥٠ - إذا ما لقيت بني مالك ... فسلّم على أيّهم أفضل
قاله غسان بن وعلة، شاعر مخضرم.
والشاهد: «على أيّهم أفضل»، فالمشهور أن «أيّ» الموصولة، إذا أضيفت، وحذف صدر صلتها، تبنى على الضم؛ ولذلك رووا البيت بالبناء على الضم. وأفضل: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: «هو أفضل»، والجملة صلة الموصول. ومنهم من يعربها على كلّ حال. ويروى البيت بالجرّ. ومذهب الإعراب هو الأيسر. وقرئ بالإعرابين قوله تعالى:
ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا. [مريم: ٦٩].
[الإنصاف/ ٧١٥، وشرح المفصل/ ٣/ ١٤٧، والهمع/ ١/ ٨٤، والأشموني/ ١/ ١٦٦، وشرح أبيات المغني/ ٢/ ١٥٢].
٥١ - فخير نحن عند البأس منكم ... إذا الداعي المثوّب قال: يالا
قاله زهير بن مسعود الضبيّ. والمثوّب: من التثويب، وأصله أن يجيء الرجل مستصرخا، فيلوح بثوبه ليرى ويشتهر، ثم سمي الدعاء تثويبا. قال: يالا، أي: قال: يا لفلان، فحذف فلانا، وأبقى «اللام» وفي البيت شاهدان، وكلاهما في: «فخير نحن».
الأول: فإن «نحن» فاعل سدّ مسدّ الخبر، ولم يتقدم الوصف «خير» نفي أو استفهام.
والثاني: فإن «نحن» الذي وقع فاعلا أغنى عن الخبر، وهو ضمير منفصل، والظرف «عند» والمجرور «منكم» متعلقان ب «خير». ولا يجوز إعراب «خير» خبر مقدم، و «نحن» مبتدأ مؤخر؛ لئلا يفصل بين «خير»، وما يتعلق به، بأجنبي. [الخصائص/ ١/ ٢٧٦، والهمع/ ١/ ١٨١، وشرح أبيات المغني/ ٤/ ٣٢٥].
٥٢ - فيا ربّ هل إلّا بك النصر يرتجى ... عليهم؟ وهل إلا عليك المعوّل
قاله الكميت بن زيد الأسدي، من قصيدة في «الهاشميات». رب: منادى منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة اكتفاء بكسر ما قبلها. بك: يجوز أن يكون خبرا مقدما، والنصر: مبتدأ مؤخرا، ويجوز أن يعرب النصر: مبتدأ، وجملة «يرتجى»: خبره، وبك: متعلقان ب «يرتجى». (وعليك المعول): خبر مقدم، ومبتدأ مؤخر.
والشاهد: تقدم الخبر «عليك» على المبتدأ، مع أن الخبر محصور ب إلا، وحقه التأخير. [العيني/ ١/ ٣٥٤، والهمع/ ١/ ١٠٢، والأشموني/ ١/ ٢١١].