٢٠٨ - كأنّ قلوب الطير رطبا ويابسا ... لدى وكرها العنّاب والحشف البالي
قاله امرؤ القيس، يصف وكر العقاب، وصفها بكثرة صيدها للطيور، تأخذ قلوبها لتغذي بها فراخها، واليابس منها، هو الفاضل من الغذاء. والبيت شاهد على أن قوله: «رطبا» حال، وعاملها حرف التشبيه لما فيه من معنى الفعل.
[شرح أبيات المغني/ ٤/ ٣٢٢].
٢٠٩ - كأنّ دثارا حلّقت بلبونه ... عقاب تنوفى لا عقاب القواعل
قاله امرؤ القيس. ودثار: اسم راعي إبل امرئ القيس. وتنوفى: جبل عال، وأخبث العقبان ما آوى في الجبال المشرفة، وهذا مثل: أراد كأن دثارا ذهبت بلبونه آفة، وأراد أنه أغير عليه من قبل تنوفى. والقواعل: جبال صغار. والبيت شاهد على أن «لا» فيه عطفت على معمول الماضي، وفيه ردّ على من منعه، حيث منع الزجاج أن يعطف ب «لا» بعد الفعل الماضي. [شرح المغني/ ٤/ ٣٨٣].
٢١٠ - تجاوزت أحراسا إليها ومعشرا ... عليّ حراصا لو يشرّون مقتلي
قاله امرؤ القيس. وقوله: يشرّون، أي: يظهرون، ومعناه: ليس يقتل مثلي خفاء.
فيكون قتلهم إيّاه هو الإظهار، ويروي: يسرّون ب «السين» المهملة بالمعنى نفسه.
والشاهد: أن «لو» فيه مصدرية، والمصدر المؤول من «لو» والفعل مجرور على أنه بدل اشتمال من الضمير المجرور ب «على»، ولا تقع «لو» المصدرية غالبا إلا بعد مفهم «تمنّ»، كقول قتيلة بنت النّضر: «ما كان ضرّك لو مننت». [الخزانة/ ١١/ ٢٣٨].
[٢١١ - فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها ... لما نسجتها من جنوب وشمأل]
البيت الثاني من معلقة امرئ القيس، وتوضح والمقراة: مكانان. وقوله: لما نسجتها:
تعليل لعدم العفاء والاندراس؛ لأن الريحين إذا اختلفا على الرسم، لم يعفواه، فواحدة تغطي، والثانية تكشف.
والبيت شاهد على أنّ قوله: «من جنوب» بيان وتفسير للضمير المستتر في «نسجت».
[شرح المغني/ ٥/ ٣٤٩].
٢١٢ - ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة ... فقالت: لك الويلات إنك مرجلي