للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الأبيات لمحمد بن رضوان بن إبراهيم بن عبد الرحمن، المعروف بابن الرعاد، وكتب بها إلى بهاء الدين محمد بن النحاس الحلبي، يتشوق إليه ويشكو له نحوله، وهي ليست من الشواهد، وليس قائلها من أصحاب الشواهد، ولكنها فيها تلميح إلى بعض القواعد النحوية، حيث يقول: إنني بلغت من الضعف أن صرت أشبه بالألف، التي هي حرف من حروف الهجاء، وكما أن الألف لا تقبل الحركة، فأنا كذلك. [شذور الذهب/ ٦٥].

٩ - هي الدنيا تقول بملء فيها ... حذار حذار من بطشي وفتكي

فلا يغرركم مني ابتسام ... فقولي مضحك والفعل مبكي

من قصيدة لأبي الفرج الساوي، أحد كتّاب الصاحب بن عبّاد، يرثي فيها فخر الدولة.

وقوله: «هي»، ضمير الشأن مبتدأ، خبره «الدنيا تقول» الجملة الاسمية.

والشاهد: «حذار حذار»، اسم فعل أمر بمعنى احذر، وهو مأخوذ من مصدر فعل ثلاثي تام، هو حذر، يحذر، وقد بناه على الكسر. [شذور الذهب/ ٩١].

[١٠ - فقلت أجرني أبا خالد ... وإلا فهبني امرأ هالكا]

من كلام ابن همام السلولي.

والشاهد: «فهبني امرأ»، حيث استعمل «هب» بمعنى اعتقد، ونصب به مفعولين، أولهما «ياء» المتكلم، وثانيهما قوله: «امرأ». [الشذور/ ٣٦١، والهمع/ ١/ ١٣٩، وشرح أبيات المغني/ ٧/ ٢٦٢].

١١ - يا أيّها المائح دلوي دونكا ... إني رأيت الناس يحمدونكا

هذا بيت من الرجز، لراجز جاهلي من بني أسيد بن عمرو بن تميم. والمائح: بالهمزة المنقلبة عن الياء، هو الرجل الذي يكون في أسفل البئر؛ ليستقي الماء، فأما الذي يكون في أعلى البئر يجذب الدلو، فهو ماتح، بالتاء المثناة من فوق، وهذا من فروق هذه اللغة الواسعة النطاق.

والشاهد: «دلوي دونكا»، فقد استشهد الكسائي وابن مالك بهذا البيت، على جواز تقديم معمول اسم الفعل عليه، فأعربوا «دلوي» مفعولا به لاسم الفعل «دونك»،

<<  <  ج: ص:  >  >>