[١٠٢ - فلا تعدد المولى شريكك في الغنى ... ولكنما المولى شريكك في العدم]
البيت للنعمان بن بشير الأنصاري ... ومعنى «لا تعدد» لا تظن .. والمولى هنا معناه الحليف، أو الناصر. والعدم. بضم العين وسكون الدال. الفقر والمعنى: لا تظن أن صديقك هو الذي يشاطرك المودة أيام غناك، فإنما الصديق
الحقّ هو الذي يلوذ بك ويشاركك أيام فقرك.
والشاهد: فلا تعدد المولى شريكك. حيث استعمل المضارع من «عدّ» بمعنى ظنّ ونصب به مفعولين. أحدهما «المولى» والثاني «شريكك»[الهمع/ ١/ ١٤٨، والأشموني/ ٢/ ٢٢، والخزانة/ ٣/ ٥٧].
١٠٣ - فلم يدر إلّا الله ماهيّجت لنا ... عشية آناء الدّيار وشامها
من شواهد سيبويه، ولم ينسبه، وهو من قصيدة لذي الرّمة غيلان بن عقبة ومطلعها:
مررنا على دار لميّة مرّة ... وجاراتها قد كاد يعفو مقامها
آناء: على وزن آرام وآبار. أو «آناء» على وزن أعمال. إما جمع (نأي) وهو البعد أو جمع «نؤي. وهو الحفيرة تحفر حول الخباء لتمنع عنه المطر ... والشام: جمع شامة - وهي العلامة، وشام معطوف إما على آناء وإما على عشية.
والمعنى: لا يعلم إلا الله مقدار ما هيجنه فينا من كوامن الشوق هذه العشية التي قضيناها بجوار آثار دار المحبوبة وعلامات هذه الدار.
لم يدر: فعل مجزوم. الله: فاعل. ما: اسم موصول مفعول به ليدري وجملة «هيجت» صلة الموصول. لنا: الجار والمجرور متعلقان ب: هيجت. عشيّة: يجوز أن يكون فاعل «هيجت» آناء: مضاف إليه ... وشامها: معطوف على عشية إن جعلته فاعل «هيجت» ويجوز نصب «عشية» على الظرفية، و «آناء» فاعل هيجت، وحذف تنوين عشية ضرورة. ويكون «شامها» معطوفا على «آناء الديار». والإعراب الأول أقوى.
الشاهد: فلم يدر إلا الله ما .. حيث قدم الفاعل المحصور ب إلا على المفعول به وهذا رأي الكسائي. والجمهور على أنه ممنوع وعندهم أن «ما» اسم موصول، مفعول به