قصصه حقيقة؟ الجواب: ليس لمضمون قصصه واقع اجتماعي، فكل ما قاله خيال شاعر يتمنى، ولا يصل إلى ما يتمناه، ويذكر أسماء فتيات، ولا حقيقة لهنّ، قد يصادف وجود أسمائهن في الواقع، ولكن لا علاقة بين الاسم الشعري، والاسم الموجود في المجتمع.
وكل ما كتبه مؤرخو الأدب من تفسيرات، هو تأويلات أكثرها باطلة. ومما يدل على ذلك أنهم اختلفوا في تفسير اسم الثريا، واسم سهيل:
فقالوا: الثريا هي: بنت علي بن عبد الله بن الحارث بن أمية أو هي: الثريا بنت عبد لله بن الحارث، أو هي: الثريا بنت عبد الله بن محمد بن عبد الله. وأما سهيل: فقالوا: هو سهيل بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. أو سهيل بن عبد العزيز بن مروان.
وإذا صحت نسبة هذا الشعر إليه، فإن الثريا، وسهيلا، وهما الكوكبان، ضربهما مثلا لأي اثنين في ذهنه رأى أنهما ليسا كفأين للزواج، وليس فيهما تورية كما قالوا عن سهيل وثريا حقيقيين.
هذا، والقصص الذي يذكرونه عن علاقة الثريا الحقيقية، بعمر بن أبي ربيعة، قصص موضوع، لأنه ليس له سند يركن إليه، وليس في متنه ما يصدقّه العقل، لأن مثل هذه القصص لم تكن في الجاهلية، فكيف تكون في القرن الأول الإسلامي، وفي المدينة ومكة؟!
٣ - لو كنت من مازن لم تستبح إبلي ... بنو اللّقيطة من ذهل بن شيبانا
إذن لقام بنصري معشر خشن ... عند الحفيظة إن ذو لوثة لانا
البيتان للشاعر قريط بن أنيف العنبري، وهو شاعر إسلامي. هذا ما نقله البغدادي في (خ/ ٧/ ٤٤٦). ونقل عن
التبريزي، أنه تتبّع كتب الشعراء فلم يظفر له بترجمة وإذا لم تكن له ترجمة، ولم يعرفه أحد، فكيف حكموا بأنه شاعر إسلامي. ولم يقولوا من أي العصور الإسلامية هو. مع أنّ مؤرخي الأدب يذكرون أحد أبيات المقطوعة التي منها البيتان، شاهدا على عقيدة «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» الجاهلية. وهو البيت:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم ... في النائبات على ما قال برهانا
لعلّ الذي قال: إن الشاعر إسلامي، بنى حكمه على المعاني التي تشبه المعاني الإسلامية التي وردت في قول الشاعر: من المقطوعة.