وهل أنا إلا من الناس، ينزل بي ما كان ينزل بكل واحد منهم. وقوله: تمنى، فعل ماض، أو فعل مضارع أصله تتمنى .. وفيه الشاهد فإن ابنتاي: مثنى ابنة، وهي مؤنثة حقيقية، وقد وقع اللفظ فاعلا لقوله «تمنى» فإن كان الفعل ماضيا، كان خاليا من علامة التأنيث، لأنّ علامة التأنيث في الماضي تاء في آخره، (تمنت ابنتاي) وإن قدرت الفعل مضارعا تكون التاء في أوله (تتمنى) علامة التأنيث، فيكون الفعل جاريا على المستعمل المطرد. وحذف إحدى التائين في المضارع جاءت في القرآن فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى [الليل: ١٤] وأما قوله تعالى إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ [الممتحنة: ١٠] فجاز ذلك، للفصل بين الفعل والفاعل، بالضمير «الكاف». [شرح المفصل/ ٨/ ٩٩، وشرح المغني/ ٧/ ١٩٧، والشذور/ ١٧٠].
١١٩ - إنّ امرأ غرّه منكنّ واحدة ... بعدي وبعدك في الدنيا لمغرور
البيت مجهول القائل، والشاهد قوله: غرّه منكن واحدة: حيث أسند الفعل إلى اسم ظاهر حقيقي التأنيث ولم يؤنث هذا الفعل لوجود الفاصل بين الفعل وفاعله، وذكر علامة التأنيث في هذه الحال أرجح من حذفها. [الإنصاف/ ١٧٤، والشذور/ ٧٤، والهمع/ ١٧١].
١٢٠ - وقد جعلت إذا ما قمت يثقلني ... ثوبي فأنهض نهض الشارب السّكر
وكنت أمشي على رجلين معتدلا ... فصرت أمشي على أخرى من الشّجر
البيتان منسوبان لعمرو بن أحمر الباهلي، ويرويان لأبي حيّة النميري، وقد أنشد ابن هشام في الشذور هذين البيتين على أن «جعل» فعل يعمل عمل كان، والتاء اسمها، والمضارع «يثقلني» خبرها، وهو من أفعال الشروع. [شذور الذهب/ ١٩٠، والخزانة/ ٩/ ٣٥٩] ويروى بقافية اللام «الثّمل».
أنشده ابن منظور ولم ينسبه، والبيت في وصف حمار وحش، ومدبّ السيل: موضع جريه، والشّعار، بزنة سحاب، أو بزنة كتاب: الشجر الملتف، يريد: إن هذا الحمار الوحشي قد اجتنب الشجر مخافة أن يرمى فيها ولزم مدرج السيول لأن الصيادين يبتعدون عنه.