وبيسان: بلدة كانت حتى سنة ١٩٤٧ م غربي نهر الأردن، ثم أزيلت وصارت (بيت شآن) فنضب خمرها، واجتث نخلها، وتفرق أهلها أيدي سبا. ينسب إلى بيسان التابعي رجاء بن حيوه الكندي، حيث كانت كندة تسكنها قبل الفتح وبعده، وينسب إليها القاضي الفاضل وهذان الرجلان كان لهما يد بيضاء في تاريخ الإسلام. فرجاء، كان سببا في ولاية عمر بن عبد العزيز الخلافة، لإشارته على سليمان بن عبد الملك بأن يوليه، فكان وزير صدق، أخلص للأمة. والقاضي الفاضل: كان وزير صلاح الدين، وكاتبه، والناطق بلسانه والمبشر بفتوحاته. حتى قال صلاح الدين لرجال عسكره «ما فتحت البلاد بسيوفكم ولكن بقلم الفاضل».
لقد شهدت بيسان مواطئ أقدام الصحابة الذين فتحوها وطردوا الروم الغرباء منها، وكانت فيها وبجوارها معارك جهادية، تمدّ الأجيال بالأمثال. واليوم سنة ١٩٩٣ م يطلب إخوان أبي رغال من لصوص «الأرض أن يرضوا عنهم، وقلبت الموازين، فصار اللص مالكا، والمالك لصّا، ويعترف للمعتدي بأنه صاحب الحقّ وليس معه حجة، وتنبذ كلّ الحجج، والصكوك التي يملكها أصحاب الحقّ. وكلّ هذا يفعله من تزعّم، أو زعّم، ليضع كرسي الزعامة فوق أنقاض المجد. وصدق من قال:
ومن أخذ (الزعامة) دون حقّ ... يهون عليه تسليم البلاد
قف يا قلم. فهذا كتاب نحو وقواعد، وليس كتاب سياسة، فمالك تهبع في طريق غير الطريق الذي نهجته للكتاب. لبّيك وسعديك أيها المنادي، وها أناذا أعود إلى النحو لأقول:
الشاهد في البيت: توشك فتر: حيث جاء خبر توشك اسما مفردا والمشهور أنه يكون خبرها فعلا مضارعا موصولا بأن. قال ابن برى: هذا البيت محرف، والذي في شعره (تسرع فتر العظام) قال: وهو الصحيح لأن أوشك بابه أن يكون بعده أن والفعل، وقد تحذف أن بعده، ولكن يبقي الخبر مضارعا. والله أعلم. [اللسان: بيس - وشرح التصريح ١/ ٢٠٤].