وقوله: إذا انحلت ... الخ يريد استرخاء القضيب بذبول العروق والأعصاب.
والشاهد: كلّهم .. فهي توكيد لذوي، لا للزوجات، وإلا لقال: كلّهن، وذوي منصوب على المفعولية، وكان حقّ كلهم النصب، ولكنه ورد مجرورا، لمجاورته المجرور، أي مجرور للمجاورة، وهو شاذ لا يقاس عليه. وربما لحن بعضهم في إنشاده فأوجدوا لهذا اللحن علّة. والله أعلم. [شذور/ ٣٣١، والهمع/ ٢/ ٥٥، والدرر ج ٢/ ٧٠].
[٧٣ - أمرتك الخير فافعل ما أمرت به ... فقد تركتك ذا مال وذا نشب]
... البيت لعمرو بن معد يكرب الزّبيدي، وهو من شواهد سيبويه .. والنشب: المال الثابت كالضياع ونحوها. وأراد بالمال الذي ذكره قبل ذلك، الإبل خاصة لأنها غالب أموال العرب ..
والشاهد فيه: قوله: أمرتك الخير. وقوله: أمرت به، فقد تعدى الفعل «أمر» في العبارة الأولى إلى المفعولين بنفسه. وفي الثانية، تعدى للأول بنفسه (التاء - نائب الفاعل) وتعدى للثاني بحرف الجرّ (به) .. ويفهم من كلام سيبويه أن الفعل «أمر» يتعدى إلى ثاني مفعوليه بحرف الجرّ، ثم قد يحذف حرف الجرّ فيصل الفعل إلى المفعول الثاني بنفسه ..
وعلى هذا فالنصب يكون على نزع الخافض.
وقال الأعلم: أراد الشاعر «أمرتك بالخير» فحذف ووصل الفعل ونصب، وسوغ الحذف والنصب أنّ «الخير» اسم دال على الحدث، يمكن وضع أن والفعل، موضعه «وأن» يحذف معها حرف الجرّ كثيرا، تقول: أمرتك أن تفعل، تريد بأن تفعل فإن قلت:
أمرتك بزيد، لم يجز أن تقول «أمرتك زيدا، لأن زيدا ليس اسم حدث، ولا تحلّ «أن والفعل» مكانه. [سيبويه/ ١/ ١٧، وشرح المفصل/ ٢/ ٤٤، والخزانة/ ٩/ ١٢٤].
٧٤ - أقلّي اللوم - عاذل - والعتابن ... وقولي - إن أصبت -: لقد أصابن
.. البيت لجرير بن عطية، يقول: اتركي أيتها العاذلة هذا اللوم، والتعنيف، فإني لن استمع لما تطلبين من الكفّ عما آتي من الأمور، والخير لك أن تعترفي بصواب ما أفعل.
وقوله:(عاذل) منادى مرخم، أصله يا عاذلة .. والشاهد فيه قوله: والعتابن و «أصابن». حيث دخلهما في الإنشاد تنوين الترنّم، وآخرهما حرف العلة، وهو هنا ألف