وهو تكلّف لا يغني، والأحسن منه أن يضمن الفعل جاد معنى «سقى» ويكون المعنى «سقانا بعيد الكرى». [شرح أبيات المغني/ ٧/ ١٥٣، والخزانة/ ٥/ ٢٦٧].
٣٨ - ليبك يزيد ضارع لخصومة ... ومختبط مما تطيح الطّوائح
البيت للشاعر نهشل بن حرّي من قصيدة رثى بها يزيد بن نهشل، والشاعر إسلامي عاصر الفرزدق وجريرا، والضارع: الذليل، والمختبط: طالب الحاجة من غير وسيلة لها.
تطيح: تهلك، والطوائح: الدواهي، والمعنى: يبكي عليه اثنان، مظلوم وطالب حاجة. والخلاف جار في «ليبك» أما من بناه للمعلوم، أعرب «ضارع» فاعلا ويزيد:
مفعول به مقدم، ومن بناه للمجهول: جعل «ضارع» فاعلا لفعل محذوف، يزيد: نائب فاعل للفعل «يبكى».
والرواية الأولى هي الأصح عند أهل الرواية، والرواية الثانية من تصحيفات النحويين.
[سيبويه/ ١/ ١٤٥، والهمع/ ١/ ١٦٠، والأشموني/ ٢/ ٤٩، والخزانة/ ١/ ٣٠٣].
٣٩ - وكان سيّان أن لا يسرحوا نعما ... أو يسرحوه بها واغبرّت السّوح
البيت من قصيدة لأبي ذؤيب الهذلي، يرثي صديقا. وقوله: سيّان؛ مثنى «سيّ» بالكسر، بمعنى «مثل»، وسرحت الإبل. رعت بنفسها، وسرحتها: يتعدى، ولا يتعدى، والنّعم: الإبل، وهو جمع لا واحد له من لفظه، وقوله: (بها) الضمير يعود على السنة المجدبة، أو على البقعة التي يصفها بالجدب في القصيدة. واغبرّت: اسودّت في عين من يراها، والسوح: جمع ساحة. والواو: للحال، و «قد» مقدّرة، أي: وقد اغبرت السوح.
وسيّان: مبتدأ: خبره المصدر المؤول «أن لا يسرحوا» أو «سيّان» خبر، والمبتدأ ...
المصدر المؤول، وهو الأقوى في المعنى، لأنّ قصده الإخبار عن السرح وعدمه بأنهما سيّان، وليس المراد الإخبار عن سيّين بأنهما السّرح وعدمه.
والشاهد في البيت: أنّ «أو» في البيت بمعنى الواو، أي: لمطلق الجمع لأن سواء، وسيين يطلبان شيئين، فلو جعلت (أو) لأحد الشيئين - كما هو معناها الأصلي - لكان المعنى: سيّان أحدهما، وهذا مستحيل. والذي حسّن استخدام «أو» بمعنى الواو، لأننا نقول: «اقرأ الفقه أو الحديث». ويجوز الجمع بينهما، فيقرأ العلمين معا. [الخزانة/ ٥/ ١٣٤، وشرح أبيات المغني/ ٢/ ٣٠، وشرح المفصل/ ٢/ ٨٦، وج ٨/ ٩١ وشعر الهذليين/ ١/ ١٩٧].