.. البيت لرجل من بني دارم .. والإهاب: الجلد، ما لم يدبغ. والشاهد فيه، نصب ما بعد الفاء على الجواب، وإن كان معناه الإيجاب، لأنه كان قبل دخول (كأنّ) منفيا على تقدير، لم تذبح نعجة، فيصبح إهابها ملقى، ثم دخلت عليه «كأنّ» فأوجبت، فبقي على لفظه منصوبا، أي: أنّ المعنى قبل فاء السببيّة ليس نفيا، ولا طلبا، وهما شرطان لإضمار أن بعدها. [سيبويه/ ١/ ٤٢١، والمقتضب/ ٢/ ١٨].
١٩٤ - ديار ميّة إذ ميّ مساعفة ... ولا يرى مثلها عجم ولا عرب
البيت لذي الرّمة .. ومساعفة: مواتية. ورخم مية: فقال: ميّ، في غير النداء ضرورة، وقيل: كانت تسمى: ميّا، وميّة.
والشاهد فيه نصب «ديار» بفعل مقدر، تقديره: أذكر، ديار ميّة وأعينها، ولا يذكر هذا الفعل لكثرته في كلامهم. كما قالوا: كليهما وتمرا .. لجريان ذلك مجرى المثل.
١٩٥ - تصغي إذا شدّها بالرّحل جانحة ... حتى إذا ما استوى في غرزها تثب
.. البيت لذي الرمّة، يذكر ناقته، أنها مؤدبة، تسكن إذا شدّ عليها الرحل فإذا استوى راكبها عليها سارت في سرعة، والجانحة: المائلة في شقّ، والغرز للرحل، كالركاب للسرج.
والشاهد في البيت، رفع جواب «إذا» لأنها تدخل على وقت بعينه، أما حرف الشرط فهو مبني على الإبهام في الأوقات وغيرها .. فأنت تقول:«آتيك إذا احمرّ البسر»، فيكون حسنا. ولو قلت:«إن احمرّ البسر» كان قبيحا لأن «إن» مبهمة. [سيبويه/ ١/ ٤٣٣، واللسان (صغا)].