١١٥ - وبلدة ليس بها طوريّ ... ولا خلا الجنّ بها إنسيّ
هذا رجز للعجاج. تقول العرب، ما بالدار طوريّ ولا دوريّ، أي: أحد. ويروى «طوئيّ» والمعنى واحد. والرجز جاء به السيوطي شاهدا على جواز تقديم المستثنى على المستثنى منه. والتقدير: ولا بها إنسيّ خلا الجنّ. فالجنّ، مستثنى والإنسيّ، مستثنى منه. [الهمع ج ١/ ٢٢٦، ٢٣٢، وفيه أن «خلا» تنصب فتكون فعلا، وتجرّ فتكون حرفا، ولا متعلق لها. واللسان (طور، وطأى)].
١١٦ - يا مرحباه بحمار ناجيه ... إذا أتى قرّبته للسّانيه
يا مرحباه: المنادى محذوف، ومرحبا: مصدر منصوب بعامل محذوف، أي: صادف رحبا وسعة، حذف تنوينه، لنية الوقف، ثم بعد أن وصل به هاء السكت، عنّ له الوصل فوصل. وناجية: اسم رجل، وبنو ناجية قوم من العرب والباء بحمار متعلق بقوله مرحبا.
والسانية: الدلو العظيمة وأداتها، والنّاقة التي يسنى عليها، أي: يستقى عليها من البئر، وأراد بتقريب الحمار للسانية: أن يستقى عليه من البئر بالدلو العظيمة. وذكروا الرجز، على أن هاء السكت الواقعة بعد الألف، يضمها بعض العرب، ويفتحها في حالة الوصل في الشعر. [الخزانة ج ٢/ ٣٨٧، والخصائص ج ٢/ ٣٥٨، وشرح المفصل ج ٩/ ٤٦، والهمع ج ٢/ ١٥٧].
١١٧ - لا هيثم الليلة للمطيّ ....
رجز في كتب اللغة والنحو، ينسب لرجل لم يسمّ. وهيثم: اسم رجل كان حسن الحداء للإبل، أو جيد الرّعية. والمطيّ: الركائب.
ولا: نافية للجنس. وهي لا تدخل إلا على نكرات فكيف دخلت على العلم؟
وقد تأولوه بأحد تأويلين: الأول: على حذف مضاف، وهو «مثل» باعتبار أن الإضافة إلى العلم لم تعرّف المضاف
والتقدير: لا مثل هيثم.
والتأويل الثاني: بتأويل العلم باسم جنس، والمعنى: لا حادي للمطي. ومثله: لا حاتم اليوم، باعتبار حاتم مثلا للكرم لا يراد العلم. وقد نقول لا صلاح الدين للقدس.
وهذا الجزء من الرجز أحد أبيات تمثل بها الحجاج يوم دخل الكوفة، ومنها: