للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتقدير: كأنك بالشتاء وهو مقبل، والمرفوع خبر مبتدأ محذوف مع واو الحال أو بدونها، والجملة الاسمية حال.

٤ - فما أنا والسير في متلف ... يبرّح بالذّكر الضابط

هذا البيت لأسامة بن الحارث الهذلي، وهو إسلامي له ترجمة في الإصابة. والمتلف:

القفر الذي يتلف فيه من سلكه، ويقال: برّح به: إذا جهده. والذّكر: الجمل. والضابط:

القوي، يقول: ما أنا، وذا، أي: لست أبالي السير في مهلكة، أو أنه ينكر على نفسه السفر في مثل هذا المتلف الذي تهلك الإبل فيه، وذلك أن أصحابه سألوه أن يسافر معهم، وأبى وقال هذا الشعر.

والشاهد: نصب «السير»، على تقدير: «ما كنت»، لاشتمال الكلام على معناه. فكأنه قال: فما كنت والسير في متلف. [شرح المفصل/ ٢/ ٥٢، وسيبويه/ ١/ ١٥٣، والأشموني/ ٢/ ١٣٧، والهمع/ ١/ ٢٢١، والدرر/ ١/ ١٩٠، وشرح أشعار الهذليين/ ٣/ ١٢٨٩].

٥ - فإمّا تعرضنّ أميم عنّي ... وينزغك الوشاة أولو النّباط

فحور قد لهيت بهنّ عين ... نواعم في المروط وفي الرّياط

البيتان للشاعر المتنخّل الهذلي، وأميم: ترخيم أميمة. ينزغك: يوسوس بك. وأولو النباط: الذين يستنبطون الأخبار ويستخرجونها. والعين: الواسعات الأعين. والمروط:

جمع مرط، وهو كساء يشتمل به. والرياط: جمع ريطة، وهي الملاءة.

والشاهد: «فحور»: بالجر، جمع حوراء، فقد زعم بعضهم أن الاسم مجرور بالفاء، والأقوى أن يكون مجرورا ب «ربّ» المقدرة بعدها، والجملة بعدها جواب شرط. [شرح المفصل/ ٢/ ١١٨، والأشموني/ ٢/ ٢٣٢، وشرح أشعار الهذليين/ ٣/ ١٢٦٧].

٦ - ومنهل وردته التقاطا ... لم ألق إذ وردته فرّاطا

إلا الحمام الورق والغطاطا

رجز قاله نقادة الأسدي، والمنهل: المورد. والتقاطا: يعني مفاجئا له، لم أقصد قصده، ولم أحتسبه؛ لأنه في فلاة مجهولة.

<<  <  ج: ص:  >  >>