والبيت شاهد على أن «قضاني» أصله: قضى (عليّ) فحذف (على) ونصب ما بعدها على أنه مفعول به. [شرح أبيات المغني/ ٣/ ٢٢٧، واللسان «غرض» والدرر/ ٢/ ٢٢، وينسب لعروة بن حزام.
١١٨ - وكلّ رفيقي كلّ رحل وإن هما ... تعاطى القنا قوماهما أخوان
البيت للفرزدق.
وهو شاهد على أن «كلّ» هنا لإضافتها إلى المثنى رجع ضمير المثنى إليه، لأنه بحسب ما يضاف إليه. وأخوان: خبر «كلّ» وجملة (وإن هما تعاطى ..) معترضة. وتعاطى.
فعل مفرد وفاعله «قوماهما». وقد وهم ابن هشام في «المغني» واستشكل هذا البيت - ولكل جواد زلة - ويعجبني قول البغدادي بعد قول ابن هشام باستشكال البيت:«هذا على حدّ قولهم زنّاه فحدّه» وإنما استشكله لأنه ظنّ «قوما» مفردا منونا، وليس كذلك وإنما «قوماهما» مثنى قوم. [شرح أبيات المغني/ ٤/ ٢٠٨].
١١٩ - تعشّ فإن عاهدتني لا تخونني ... نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
البيت للفرزدق من قصيدته التي يصف فيها لقاءه مع الذئب، وهي من عيون الشعر العربي.
والبيت شاهد على أنّ جملة (لا تخونني) يحتمل أن تكون جواب القسم الذي هو «عاهدتني» ويحتمل أن تكون حالا.
واستشهد به سيبويه على رجوع ضمير الاثنين من «يصطحبان» على «من» حملا على المعنى. لأنه أريد ب «من» اثنان. والنداء معترض بين (من) وصلتها. [شرح أبيات المغني/ ٦/ ٢٣٧].
[١٢٠ - إلى الله أشكو بالمدينة حاجة ... وبالشام أخرى كيف تلتقيان]
وهو شاهد على أنّ جملة (كيف تلتقيان) بدل من مفرد وهو «حاجة» وهو أحسن من الاستئناف لأنه يشكو تعذر التقاء الحاجتين ولا يريد استقبال الاستفهام عنهما. [شرح أبيات المغني/ ٤/ ٢٧٢، وشرح التصريح/ ٢/ ١٦٢، والأشموني/ ٣/ ١٣٢، والهمع/ ٢/ ١٢٨].