الخوف الذي أحلّ به بعد أن أهدر الرسول دمه.
والشاهد في البيت الأول: «أرى»، على أن المراد من المضارع هنا المضيّ، وفي البيت التفات من خطاب الرسول إلى الإخبار عن نفسه، وإظهار ما في قلبه من الخوف.
(ومقام): ظرف مكان. وجملة: (لو يقوم) صفة له. و «الباء» بمعنى «في»، متعلق ب «يقوم»، و «أرى» مع فاعله
المستتر ومفعوله المحذوف، حال من ضمير «أقوم».
وقوله: لظل: جواب «لو» الأولى، وهو دال على جواب «لو» الثانية المقدرة في صلة معمول «أرى»، و «لو» الثالثة الواقعة في صلة معمول «أسمع». والفيل: فاعل «ليقوم»، أو «يسمع» على التنازع.
وقوله: «يرعد» أخذته الرعدة. والتنويل: العطاء، والمراد به الأمان، والعفو. وخص الفيل تعظيما لقوته. وأقوم: في موضع الماضي، والتقدير: لقد قمت مقاما صفته كذا.
١٨٣ - تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ... كأنّه منهل بالرّاح معلول
شجّت بذي شبم من ماء محنية ... صاف بأبطح أضحى وهو مشمول
البيتان لكعب بن زهير. قوله: «تجلو»، أي: تكشف، ومنه: جلوت الخبر، أي:
أوضحته وكشفته، وجلا الخبر نفسه، أي: اتّضح وانكشف، يتعدّى، ولا يتعدى، ومصدرهما «الجلاء» بالفتح والمد؛ ولهذا سمّي الإقرار بالشيء جلاء؛ لأنه يكشف الحق ويوضحه، قال زهير:
فإنّ الحقّ مقطعه ثلاث ... يمين أو شهود أو جلاء
وعن عمر رضي الله عنه: أنّه لما سمع هذا البيت، قال: لو أدركته، لولّيته القضاء؛ لمعرفته بما يثبت به الحقوق.
ومثل هذا البيت في استيفاء الأقسام قول نصيب:
فقال فريق القوم لا وفريقهم ... نعم وفريق قال ويحك ما ندري
فاستوفى ما يذكر في جواب الأسئلة. وروى الأخفش هذا البيت:
فقال فريق القوم لمّا نشدتهم ... نعم وفريق لا يمن الله ما ندري