يك: مضارع مجزوم بالسكون، على النون المحذوفة للتخفيف .. وقوله: لم ينجب، الأب المنجب، والأم المنجبة، من يأتي بأولاد نجباء كرماء شجعان.
والشاهد قوله: «والأب». مبتدأ محذوف الخبر والتقدير: ولنا الأب النجيب أيضا. فقد رفع «الأب» بعد حرف العطف، مع أنه معطوف على اسم (إنّ)، والأصل فيه أن ينصب، إلا أنه يجوز رفع ما بعد حرف العطف، بعد استكمال الخبر، على أنه مبتدأ محذوف الخبر، وذلك بعد: إنّ، وأنّ، ولكنّ. [الهمع/ ٢/ ١٤٤، والأشموني/ ١/ ٢٨٥، والتصريح/ ١/ ٢٢٧].
٢١٥ - ألا ليت شعري كيف جادت بوصلها ... وكيف تراعي وصلة المتغيّب
ليت شعري: أي (علمي) حاصل، والمعنى ليتني أشعر بذلك، أي: أعلمه وأدريه.
والشاهد في البيت: حذف خبر (ليت) بعد ليت شعري إذا وليها استفهام. وجملة الاستفهام في موضع نصب على أنها مفعول به ل «شعري» لأنه مصدر شعر.
[الهمع/ ١/ ١٣٦]، والبيت منسوب لامرئ القيس.
٢١٦ - أستحدث الرّكب عن أشياعهم خبرا ... أم راجع القلب من أطرابه طرب؟
البيت لذي الرّمة. والشاهد فيه: «أستحدث» فعل ماض مكون من همزة الاستفهام الطارئة، وهمزة الوصل التي هي من تركيب الفعل، والأصل (هل استحدث) .. وإذا وقعت همزة الاستفهام قبل همزة الوصل، أسقطت همزة الوصل من الكتابة، وتسقط من اللفظ، لضعفها وقوة همزة الاستفهام كقوله تعالى أَطَّلَعَ الْغَيْبَ؟ [مريم: ٧٨].
[الخزانة/ ٢/ ٣٤٢، والخصائص/ ١/ ٥٩٥].
٢١٧ - قد يعلم الناس أني من خيارهم ... في الدّين دينا وفي أحسابهم حسبا
لا يمنع الناس مني ما أردت ولا ... أعطيهم ما أرادوا حسن ذا أدبا
الشاهد في البيت الثاني، وإنما أتيت بالبيت الأول، لنفهم البيت الثاني من السياق.
يقول: ما أحسن أن لا يمنع الناس مني ما أردت من مالهم، مع بذلي لهم ما يريدون مني من مال ومعونة، يقول ذلك منكرا على نفسه أن يعينه الناس ولا يعينهم، و «حسن» هنا للمدح والتعجب، وأراد هنا التعجب الإنكاري. وقيل معناه يريد أنه يقهر الناس فيمنعهم ما يريدون منه ولا يستطيعون أن يمنعوه مما يريد منهم لعزته وسطوته. وجعل هذا أدبا