لا يعرف قائله، واستشهد به الكوفيون على الفصل بين المضاف (غلائل) والمضاف إليه (صدورها) بأجنبيّ وهو
فاعل «شفت» الذي هو عبد القيس. والغلائل: جمع غليل، وهو الضغن وأراد ذهابه واقتلاعه من الصدور. [الإنصاف/ ٤٢٨، والخزانة/ ٤/ ٤١٣].
١١٢ - ونحن قتلنا الأسد، أسد شنوءة ... فما شربوا بعدا على لذّة خمرا
.. لم يعيّن أحد قائل هذا البيت .. والمعنى: لقد أنزلنا بهؤلاء القوم من القتل والفتك ما جعلهم يهجرون اللذائذ، ولا يقربون شهوات النفوس، ولو أنهم شربوا خمرا يوما لما وجدوا لها طعما ولا ذاقوا لها لذة، لأن الألم لا يزال يحزّ في نفوسهم، وهذا خير لهم.
وقوله: أسد شنوءة، بدل من الأسد.
والشاهد:«بعدا» فإنّ هذه الكلمة وردت معربة منصوبة، فدل تنوينها على أنّ الشاعر قصد قطعها عن الإضافة فلم ينو المضاف إليه بتة ولا لفظه ولا معناه. ولو أنه نواه لوجب أن يمتنع من تنوين هذه الكلمة، لأن الاضافة تمنع التنوين والمنويّ كالثابت. [الشذور/ ١٠٥، والهمع/ ١/ ٢٠٩، والأشموني/ ٢/ ١٦٩، والخزانة/ ٦/ ٥٠١].
١١٣ - إيه أحاديث نعمان وساكنه ... إنّ الحديث عن الأحباب أسمار
نسبوا هذا البيت لابن الأثير، ولم يعينوا واحدا من أبناء الأثير، المحدّث أم المؤرخ، أم الأديب، ونعمان: بفتح النون، اسم واد في طريق الطائف يخرج إلى عرفات، وقد ذكر البيت ابن هشام في الشذور ليخطئ قائله، لأنه استخدم إيه بمعنى «حدّث» فجعله يتعدى بنفسه إلى المفعول، والصحيح عند ابن هشام أنه بمعنى «امض في حديثك» ولذلك قال عن البيت إنه ليس بعربي. لأن اسم الفعل، يعمل عمل الفعل الذي هو بمعناه. وعلى كل حال فإن أبناء الأثير الذين نسب البيت إلى أحدهم، لا يستشهد بقولهم في اللغة، ولكنهم أهل علم وأدب، ولغة، والبيت لا يخرج عن الذوق العربي، وما يدرينا أن العرب قالوا مثله ولم يصلنا. [شذور الذهب/ ١١٨].
١١٤ - استقدر الله خيرا وأرضينّ به ... فبينما العسر إذ دارت مياسير
نسبوا هذا البيت إلى عنبر بن لبيد العذري، مياسير: جمع ميسور، بمعنى: اليسر بدليل مقابلته بالعسر، وفي هذا اللفظ فائدتان: