[٥٢٣ - لولا الحياء وباقي الدين عبتكما ... ببعض ما فيكما إذ عبتما عوري]
البيت للشاعر تميم بن أبيّ بن مقبل، شاعر مخضرم، وكان قد خرج في بعض أسفاره، فمرّ بمنزل عصر العقيلي، فاستسقى فخرج إليه ابنتاه بعسّ لبن، فرأتاه أعور كبيرا، فأبدتا له بعض الجفوة، فغضب وجاوز ولم يشرب، وبلغ أباهما الخبر، فخرج ليردّه فقال شعرا منه هذا البيت.
والشاهد: حذف اللام من جواب لولا. ونقل السيوطي: أن جواب «لولا» يتصل باللام إذا كان ماضيا مثبتا، وأنّ حذفها قليل أو ضرورة. [الهمع/ ٢/ ٦٧، والشعر والشعراء/ ٣٦٦].
البيت لأم عمران بن الحارث الخارجي، وهو في الهمع ج ١/ ١٧٨، والبيت شاهد على مجيء «غدر» وزان «فعل» في غير النداء، وهو لفظ معدول عن «غادر» لسب الرجال، وأكثر ما يكون في النداء.
٥٢٥ - أتيت بعبد الله في القدّ موثقا ... فهلّا سعيدا ذا الخيانة والغدر
البيت بلا نسبة في الأشموني ج ٤/ ٥١، والقدّ: بكسر القاف وتشديد الدال، وهو سير يقدّ من جلد غير مدبوغ، وموثقا: حال من عبد الله، والشاهد في «سعيد» حيث نصب بعد حرف التحضيض بتقدير العامل، إذ التقدير فهلا أسرت سعيدا أو قيدت سعيدا، وذا الخيانة صفته والغدر عطف على الخيانة.
البيت من قصيدة للأعشى، وعلقمة، هو علقمة بن علاثة الصحابي، وكان الأخير، نافر ابن عمه عامر بن الطفيل، والمنافرة المحاكمة في الحسب والشرف، فهاب حكام العرب أن يحكموا بينهما بشيء، ولكن الأعشى - بسبب قصة مذكورة - غلّب عامرا على علقمة بقصائد، فلما سمع علقمة نذر ليقتلنّه إن ظفر به، فقال الأعشى هذه القصيدة التي منها البيت، ونقل البغدادي عن السيوطي أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نهى عن رواية هذه القصيدة،