هذا البيت لسواد بن قارب الأسدي الدوسي، يخاطب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
وقوله: فتيلا: وهو الخيط الرقيق الذي يكون في شقّ النواة.
والشاهد: إدخال الباء الزائدة على خبر «لا» العاملة عمل ليس. «لا ذو شفاعة بمغن» بمغن: مجرور لفظا منصوب محلا خبر لا النافية. والباء: زائدة. وفتيلا مفعول به ل «مغن»، لأنه اسم فاعل يعمل عمل فعله. [شرح أبيات مغني اللبيب ج ٦/ ٢٧١، والهمع/ ١/ ١٢٧، ٢١٨، والدرر ج ١/ ١٠١، ١٨٨، والأشموني ج ١/ ٢٥١ / وج ٢/ ٢٥٦].
٨١ - كلانا يا معاذ يحبّ ليلى ... بفيّ وفيك من ليلى التراب
.. هذا البيت لمزاحم بن الحارث العقيلي، وكان مجنونا من مجانين ليلى، ومعاذ، منهم. قوله: بفيّ وفيك التراب، دعاء على نفسه وصاحبه بأن يرجع كلاهما بالخيبة من غير أن ينال حظا من مودّتها.
والشاهد: كلانا يحبّ ليلى .. حيث أعاد الضمير من «يحبّ» مفردا إلى «كلانا» فدلّ ذلك على أنّ «لكلا» جهة إفراد، هي جهة اللفظ، ومعناها التثنية. [الإنصاف/ ٤٣٣، والأغاني ج ٢/ ٤٢٥].
٨٢ - حتى إذا قملت بطونكم ... ورأيتم أبناءكم شبّوا
وقلبتم ظهر المجنّ لنا ... إنّ اللئيم العاجز الخبّ
.. رواهما ابن منظور ولم ينسبهما، وكفى به راويا .. ومعنى «قملت»: شبعت وضخمت، وقيل: كثرت قبائلكم ... ويروى (وشبعت بطونكم).
والشاهد:«وقلبتم ظهر المجنّ لنا»: فإن هذه الجملة جواب (إذا) في البيت الأول، عند الكوفيين، وعلى هذا تكون الواو زائدة .. أما البصريون، فلا يرون زيادة الواو، ويقولون إنّ جواب الشرط محذوف وتقديره في الشاهد: حتى إذا امتلأت بطونكم. وكان كذا وكذا تحقق منكم الغدر واستحققتم اللوم. [الإنصاف/ ٤٥٨، وشرح المفصل/ ٨/ ٩٤].