البيت لعمر بن أبي ربيعة، وأحصر: بفتح الصاد، مضارع حصر، بكسرها، أي: ضاق صدره، وقوله: لعلهما: جعل لعلّ بمنزلة عسى، وجاء بخبرها مقرونا بأن وفيه أيضا جواز دخول التاء على أول المضارع «تبغيا» المخبر به عن ضمير غيبة المؤنث.
٣٥٩ - ترتع ما رتعت حتى إذا ادّكرت ... فإنما هي إقبال وإدبار
البيت للخنساء من قصيدة ترثي بها أخاها صخرا، ومن مشهور أبيات القصيدة، قولها:
وإنّ صخرا لمولانا وسيدنا ... وإنّ صخرا إذا نشتو لنحّار
وإنّ صخرا لتأتمّ الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار
.. وقولها: رتعت: أي: رعت، وادكرت: تذكرت ولدها، شبهت نفسها في شدة تذكرها لأخيها بناقة ترتع في خصب ولكنها لا تهنأ لشدة تذكرها ولدها وحنينها إليه. والبيت ذكره الرضيّ شاهدا على أن اسم المعنى (إقبال) يصحّ
وقوعه خبرا عن اسم العين إذا لزم ذلك المعنى لتلك العين حتى صار كأنه هي وهو من قبيل «زيد عدل». واستشهد به الزمخشري عند قوله تعالى: وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى [البقرة: ١٨٩] على أن الإسناد مجازي بدعوى أن المتّقي هو عين البرّ بجعل المؤمن كأنه تجسّد من البرّ، ولعبد القاهر الجرجاني تعليق حسن على البيت في دلائل الإعجاز (٢١٢) وانظر [الخزانة ج ١/ ٤٣١، وكتاب سيبويه ١/ ١٦٩].
[٣٦٠ - أعاذل توشكين بأن تريني ... صريعا لا أزور ولا أزار]
البيت بلا نسبة في الهمع ١/ ١٣٠، وقوله: أعاذل: الهمزة للنداء، وعاذل منادى مرخم (عاذلة). وفيه دخول الباء في خبر أوشك على قلة.
٣٦١ - فعجتها قبل الأخيار منزلة ... والطّيّبي كلّ ما التاثت به الأزر
البيت للفرزدق من قصيدة مدح بها عمر بن عبد العزيز. وقوله: فعجتها: الضمير للناقة وعجتها: عطفت رأسها بالزمام. والقبل: الجهة. ومنزلة: تمييز. والطيبي معطوف على الأخيار وهو جمع مذكر سالم حذفت نونه للإضافة. والتاثت: التفت، والأزر: جمع إزار، وهو ما يستر من السرة إلى أسفل. والرداء: ما يستر من المنكب إلى أسفل. وهذا كناية عن وصفهم بالعفة، والعرب تكني بالشيء عما يحويه ويشتمل عليه، كقولهم: