٤٤٤ - فما آباؤنا بأمنّ منه ... علينا اللاء قد مهدوا الحجورا
قاله رجل من بني سليم، ومعناه: ليس آباؤنا الذين أصلحوا شأننا ومهدوا أمرنا، وجعلوا حجورهم لنا كالمهد، بأكثر امتنانا علينا من هذا الممدوح، والشاعر كاذب فيما قال لأن الله أثبت للوالدين فضلا لم يثبته لأحد، وقوله: فما .. الفاء: للعطف إن تقدمه شيء، و «ما» بمعنى ليس، وقوله: بأمنّ منه: خبره، والباء زائدة، والضمير في منه يرجع إلى الممدوح، وقوله: اللاء صفة ل «آباؤنا».
وفيه الشاهد: حيث أطلق اللاء على جماعة المذكر موضع الذين والأكثر كونها لجمع المؤنث نحو قوله تعالى: وَاللَّائِي يَئِسْنَ [الطلاق: ٤] وحذف منه الياء أيضا، إذ أصله «اللائي» وقد قرئ بهما جميعا. [الأشموني ج ١/ ١٥١ وبحاشيته العيني، والهمع ١/ ٨٣].
٤٤٥ - ستعلم أيّنا للموت أدنى ... إذا دانيت لي الأسل الحرارا
البيت لعنترة بن شداد من قصيدة خاطب بها عمارة بن زياد العبسي. وقوله: لي الأسل: وضع اللام موضع «إلى» لأن الدنوّ وما تصرف منه أصله التعدي ب إلى، وهو مثل قوله تعالى: بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها [الزلزلة: ٥] أي: أوحى إليها، والأسل: أطراف الرماح، وقيل: هي الأسنة، الواحد: أسلة بزيادة الهاء، والحرار: جمع حرّى، كعطاش جمع عطشى، وزنا ومعنى، يقول لعمارة: ستعلم إذا تقابلنا ودانيت الرماح بيننا، أيّنا أقرب إلى الموت، أي: إنك زعمت أنك تقتلني إذا لقيتني وأنت أقرب إلى الموت عند ذلك مني، والبيت شاهد على أن المفضول محذوف والتقدير: أدنى من صاحبه، ويجوز أن يكون «أفعل» بمعنى اسم الفاعل، أي: قريب ويجوز أن يكون المحذوف مضافا إليه والتقدير: أقربنا وأدنانا. [الخزانة/ ٨/ ٢٤٩].