وقوله «يا اللهما». رسمت في بعض الكتب على هذه الصورة التي تراها، وفي بعضها «يا اللهمّ ما» على أن الميم في «ما» زائدة، والألف للاطلاق، نشأت عن مدّ الفتحة.
والشاهد «يا اللهمّ» حيث جمع بين حرف النداء، والميم المشددة، وزاد ميما مفردة بعد الميم المشددة، والجمع بين الميم المشددة في آخر لفظ الجلالة، وياء النداء مستهجن عند أهل النحو، لأن الميم جاءت عوضا عن ياء النداء، ولا يجمع بين العوض والمعوض منه. أقول: ولم يكن واحد منهم عند العرب أول ما نطقوها ليعرفوا السبب في زيادة الميم المشددة. والأحسن عدّها لغة في نداء اسم الله الأعظم، والجمع بين ياء النداء والميم المشددة، أبلغ من حذفها، لأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى. هذا ونداء لفظ الجلالة، قد ورد على أوجه:
الأول: وهو الأصل، والأكثر استعمالا: يا الله: تدخل حرف النداء على الاسم الجليل وتقطع الهمزة.
الثاني: يا الله. تجعل همزته همزة وصل.
الثالث: اللهمّ: بحذف حرف النداء وإلحاق الاسم بميم مشددة. قال البصريون. هي عوض عن حرف النداء، وقال الفرّاء، وآخرون: هي بقية كلمة، وأصل العبارة «يا الله أمنا بخير» قالوا: وشذّ الجمع بين ياء النداء، والميم المشددة فقال ابن مالك:
والأكثر اللهم بالتعويض ... وشذّ يا اللهم في القريض
الوجه الرابع: أن تقول: «لاهمّ» فتحذف حرف النداء من أول الاسم الكريم وتجيء بالميم المشددة في آخره. وأكثر هذه الوجوه هو الوجه الثالث. وهو الذي ورد استعماله في القرآن الكريم.
أما إعراب اللهمّ. منادى مبني على الضم، وضمة الهاء هي ضمة الاسم المنادى المفرد. والميم المشدّدة مفتوحة ...
وقوله تعالى: قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنا [المائدة: ١١٤] قال سيبويه: إن اللهم