فُحولها، واحدها: يعسوب، وقيل: أمراؤها، ووجه التشبيه أن يعاسيب النحل يتبع كل واحد منهم طائفة من النحل، فتراها جماعات في تفرقة، فالكنوز تتبع الدجال كذلك.
و(قوله: فيقطعه جزلتين رمية الغرض) هو بفتح الجيم، وحكاه ابن دريد بكسرها.
قلت: والأولى الفتح؛ لأن جزلتين هنا مصدر ملاق في المعنى ليقطعه، فكأنه قال: قطعه قطعتين، أو جزله جزلتين، وجزلة مصدر محدود بجزل جزلا وجزلة، ويجوز الكسر على أنه اسم. يعني قسمه قطعتين وفرقتين، رمية الغرض، منصوب نصب المصدر؛ أي: كرمية الغرض في السرعة والإصابة. وقيل: جعل بين القطعتين مثل رمية الغرض، وفيه بعد. والأول أشبه.
و(قوله: بين مهرودتين) الرواية الصحيحة بالدال المهملة والتاء، باثنتين من فوقها، وبعض المحدثين يقولها بالذال المعجمة، وحكى ابن الأنباري أنها تقال بهما، والمعروف الأول. في الصحاح: هردت الثوب: شققته، والهِردى على وزن فِعلى، بكسر الهاء: نبت يصبغ به، وثوب مهرود؛ أي: صُبغ أصفر.
ولما كان هذا هو المعروف في اللغة اختلف الشارحون لهذا اللفظ في هذا الحديث، فقيل: إن عيسى - عليه السلام - ينزل في شقتي ثوب، والشقة نصف الملاءة، أو في حلتين، مأخوذ من الهرد، وهو القطع والشق. وقال أكثرهم: في