و(قوله: إذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ) الجمان: ما استدار من اللؤلؤ والدر، ويستعار لكل ما استدار من الحلي، قاله أبو الفرج الجوزي. شبه قطرات العرق بمستدير الجوهر، وهو تشبيه واقع.
و(قوله: فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات) الرواية: لا يحل، بكسر الحاء، معناه: يحق ويجب، وهو من نحو قوله تعالى:{وَحَرَامٌ عَلَى قَريَةٍ أَهلَكنَاهَا أَنَّهُم لا يَرجِعُونَ} أي: واجب ذلك ولازم، وقيل: معناه: لا يمكن، وفي بعض الروايات عن ابن الحذاء: فلا يحل لكافر يجد نفس ريحه، ووجهه بين، وأما من رواه يحُل - بضم الحاء - فليس بشيء، إلا أن يكون بعده: بكافر، بالباء، فيكون له وجه.
و(قوله: ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه) نفسه - بفتح الفاء - وطرفه - بسكون الراء - وهو عينه، ويعني بذلك أن الله تعالى قوّى نفس عيسى - عليه السلام - حتى يصل إلى المحل الذي يصل إليه إدراك بصره، فمعناه: أن الكفار لا يقربونه، وإنَّما يهلكون عند رؤيته ووصول نفسه إليهم، تأييد من الله له وعصمة، وإظهار كرامة ونعمة.
و(قوله: فيمسح عن وجوههم) يعني التي بالنون، لا التي باللام؛ أي: يزيل عن وجوههم بمسحه ما أصابها من غبار سفر الغزو ووعثائه؛ مبالغة في إكرامهم وفي اللطف بهم، والتحفي بهم. وقيل: معناه يكشف ما نزل بهم من الخوف والمشقات، والأولى: الحقيقة، وهذا توسع.