للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محمول على الندب لما جاء في الباب أحاديث بألفاظ مختلفة ففي البخاري عن ابي هريرة مرفوعاً "وأقيموا الصف في الصلاة فإن إقامة الصف من حسن الصلاة"، وفيه أيضاً عن أنس مرفوعاً "سووا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة" اهـ. قال الحافظ في الفتح: قوله "من إقامة الصلاة" هكذا ذكره البخاري عن أبي الوليد، وذكره غيره عنه بلفظ "من تمام الصلاة" كذلك أخرجه الإسمعيلي عن ابن حذيفة، والبيهقي من طريق عثمان الدارمي كلاهما عنه، وكذلك أخرجه أبو داؤد عن أبي الوليد وغيره، وكذا مسلم وغيره من طريق جماعة عن شعبة اهـ (٢: ١٧٤). قال الحافظ: وقد استدل ابن حزم بقوله: "إقامة الصلاة" على وجوب تسوية الصفوف، قال: لأن إقامة الصلاة واجبة، وكل شيء من الواجب واجب، ولا يخفى ما فيه، لاسيما وقد بينا أن الرواة لم يتفقوا على هذه العبارة. وتمسك ابن بطال بظاهر حديث أبي هريرة فاستدل به على أن التسوية سنة قال: لأن حسن الشيء زيادة على تمامه، وأورد عليه رواية من تمام الصلاة، وأجاب ابن دقيق العيد، فقال: قد يؤخذ من قوله: "تمام الصلاة" الاستحباب.

أقول: يبالغ بعض الناس بإلصاق كعبه بكعب مصل آخر لدرجة أن يوجد بين رجليه من الفرجة الكثير وبهذا يكون قد خالف الحكمة من الأمر بإلصاق الكعب بالكعب.

١٦٦٤ - * روى مالك عن أبي سهيل [نافع] بن مالك [الأصبحي] عن أبيه قال: "كنت مع عثمان، فقامت الصلاة وأنا أكلمه في أن يفرض لي، فلم أزل أكلمه وهو يسوي الحصباء بنعليه، حتى جاءه رجال قد كان وكلهم بتسوية الصفوف، فأخبروه أن قد استوت، فقال: استو في الصف، ثم كبر".

١٦٦٥ - * روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه "لما قدم المدينة، قيل له: ما أنكرت مما عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما أنكرت شيئاً، إلا أنكم لا تقيمون الصفوف".


١٦٦٤ - الموطأ (١/ ١٥٨) ٤ - كتاب قصر الصلاة في السفر، ١٤ - باب ما جاء في تسوية الصفوف وإسناده صحيح.
١٦٦٥ - البخاري (٢/ ٢٠٩، ٢١٠) ١٠ - كتاب الأذان، ٧٥ - باب إثم من لم يتم الصفوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>