للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سورة العنكبوت]

٢٧٨٨ - * روى الترمذي عن أم هانئ رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} (١) قال: "كانوا يحذفون أهل الأرض، ويسخرون منهم".

قال ابن كثير: قوله: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} أي: يفعلون - يعني قوم لوط - مالا يليق من الأقوال والأفعال في مجالسهم التي يجتمعون فيها، لا ينكر بعضهم على بعض شيئاً من ذلك، فمن قائل: كانوا يأتون بعضهم بعضاً في الملأ، قاله مجاهد، ومن قائل: كانوا يتضارطون ويتضاحكون، قالته عائشة رضي الله عنها والقاسم، ومن قائل: كانوا يناطحون بين الكباش ويناقرون بين الديوك، وكل ذلك كان يصدر عنهم، وكانوا شراً من ذلك، وقال ابن جرير الطبري: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معناه: وتحذفون في مجالسكم المارة بكم، وتسخرون منهم، لما ذكر من الرواية بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

٢٧٨٩ - * روى أحمد عن أبي هريرة في قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (٢) قال جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن فلاناً يصلي بالليل فإذا أصبح سرق. فقال: "سينهاهُ ما تقول" ..

كثيرٌ من المسلمين ينكرون أن يصلي الإنسان وهو يفعلُ الفواحش من شربٍ للخمر وزنا وتعامل بالربا إلخ .. فلو كان إنكارهم للمعاصي لكان حسناً وأما إنكارهم للصلاة وهم على معصية فهذا يخالف الإسلام وهو جهلٌ بالدين فهذا رجلٌ يقوم من الليل نفلاً ويسرقُ فلا يشتمه النبي صلى الله عليه وسلم وإنما يقول: سينهاه (ما تقول) أي صلاته، هذا العاصي لو لم يقلع عن المعصية وترك الصلاة وسمع نصيحة هؤلاء لكان أخطأ خطأ جسيماً*. المراجع.


٢٧٨٨ - الترمذي (٥/ ٣٤٢) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ٣٠ - باب "ومن سورة العنكبوت".
المستدرك (٢/ ٤٠٩) وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
(الخذف): رمي الحصاة من طرف الأصبعين.
(١) العنكبوت: ٢٩.
٢٧٨٩ - أحمد (٢/ ٤٤٧). مجمع الزوائد (٧/ ٨٩) وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(٢) العنكبوت: ٤٥. ... (*) المراجع.

<<  <  ج: ص:  >  >>