للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سورة براءة]

٢٦٧٧ - * روى أحمد عن (ابن عباسٍ) قلتُ لعثمان: ما حملكم على أن عمدْتُم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنْتُم بينهما ولم تكتبوا سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعْتُموها في السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟ قال عثمان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزلُ عليه السور ذواتُ العددِ، وكان إذا نزل عليه شيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا نزلتْ عليه الآيات فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة وكانت براءة من آخر القرآن نزولاً وكانت قصتُها شبيهة بقصتها، فقُبِضَ صلى الله عليه وسلم ولم يبينْ لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنْتُ بينهما، ولم اكتب سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتها في السبع الطوال.

أقول: ذكرنا هذا الحديث لنشير إلى قضية مهمةٍ وهي أنَّ ترتيب السور توقيفيٌ وهذا الحديث لا يكون بحالٍ حجة لمن يقول غير ذلك فإن في سنده يزيد الفارسي فيه جهالة.

إن انعقاد الإجماع على شيء لم يُعْرف دليلُه، دليلٌ على أنَّ هناك أدلةً ما قد أوصلت إلى الإجماع، وقد أجمع الصحابةُ على وضع سورة براءة بعد الأنفال ولذلك أسبابه وحكمه، فما أجمعوا إلا لأمر توقيفي كان سبباً في هذا الإجماع، وقد أثبتنا في كتابنا الأساس في التفسير دليلاً جديداً على أن ترتيب القرآن توقيفيٌ فلك دليلٌ يضافُ إلى مجموع الأدلة التي ذهب إليها القائلون بأنَّ ترتيب القرآن توقيفيٌ، ويشهدُ لذلك أدلةٌ كثيرةٌ.

٢٦٧٨ - * روى الشيخان عن سعيد بن جبيرٍ (رحمه الله) قال: قلتُ لابن عباسٍ (١):


٢٦٧٧ - أحمد (١/ ٦٩).
أبو داود (١/ ٢٠٨، ٢٠٩) كتاب الصلاة، باب من جهر بها.
الترمذي (٥/ ٢٧٢، ٢٧٣) ٤٨ - كتاب التفسير، ١٠ - باب ومن سورة التوبة.
الحم (٢/ ٣٣٠) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
٢٦٧٨ - البخاري (٨/ ٦٢٨، ٦٢٩) ٦٥ - كتاب التفسير، ٥٩ - باب سورة الحشر.
مسلم (٤/ ٢٣٢٢) ٥٤ - كتاب التفسير، ٥ - باب في سورة براءة والأنفال والحشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>