للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سورة الجن]

٢٨٩٢ - * روى الشيخان عن ابن عباس: ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم، انطلق في طائفة من أصحابه إلى سوق عُكاظٍ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسل عليهم الشهب فرجع الشياطين إلى قومهم فقالوا: مالكم؟ قيل: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهبُ، قالوا وما ذاك إلا من شيء حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة بالنبي صلى الله عليه وسلم بنخلة عامدين إلى سوق عُكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، وقالوا هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فرجعوا إلى قومهم، فقالوا: "يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً" فنزل: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ}.

وفي رواية (١): وإنا أوحي إليه قول الجن.

وزاد الترمذي: لما رأوه يصلي، وأصحابه يصلون بصلاته، ويسجدون بسجوده فعجبوا من طواعية أصحابه له، قالوا لقومهم: لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبداً.

أقول: هناك حالات شاهد فيها الرسول صلى الله عليه وسلم الجن واجتمع بهم وبلغهم، وقد رأينا من قبل في سورة الأحقاف نفي ابن مسعود لأن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد الجن الذين نزلت بسببهم آيات الأحقاف، وهاهنا ينفي ابن عباس أن تكون سورة الجن نزلت على أثر مشاهدة، والظاهر أن ما نزل في سورة الأحقاف وما نزل في سورة الجن من حديث عن الجن كان سببه واحداً.


٢٨٩٢ - البخاري (٢/ ٢٥٣) ١٠ - كتاب الأذان، ١٠٥ - باب الجهر بقراءة صلاة الفجر.
مسلم (١/ ٣٣١، ٣٣٢) ٤ - كتاب الصلاة، ٣٣ - باب الجهر بالقراءة في الصبح ... إلخ.
الترمذي (٥/ ٤٢٦، ٤٢٧) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ٧٠ - باب "ومن سورة الجن" وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(١) البخاري (٨/ ٦٦٩، ٦٧٠) ٦٥ - كتاب التفسير، ١ - باب ٤٩٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>