لاضطرارها إلى الخروج، ومن مرض مرضاً لا يؤمن معه تلويث المسجد كإطلاق الجوف وسلس البول، خرج كما يخرج لحاجة الإنسان ولا ينقطع التتابع على المشهور الصحيح. وإن أغمي عليه فأخرج من المسجد لم يبطل اعتكافه، لأنه لم يخرج باختياره، وإن حاضت المعتكفة خرجت من المسجد، لأنه لا يمكنها المقام في المسجد ولم يبطل اعتكافها إن كان في مدة لا يمكن حفظها من الحيض وإذا طهرت بنت عليه، وإن خاف من ظالم فخرج واستتر لم يبطل اعتكافه، ويجوز للمعتكف أن يلبس ما يلبسه في غير الاعتكاف.
انظر فيما سبق:(فتح القدير: ٢/ ٣٩١ فما بعدها)، (المغني: ٣/ ١٨٤)، (المهذب: ١/ ١٩٠ - ١٩٢)، (الفقه الإسلامي: ٢/ ٧٠٥ فما بعدها).
ثانياً: ليلة القدر:
يستحب في رمضان طلب ليلة القدر بأن يتطلع إليها المسلم ويقبل على الله فيها لما فيها من خيرات وبركات ولما تضاعف بها أجور الأعمال، قال تعالى:(ليلة القدر خير من ألف شهر)(١) وقد يخص بعض الناس في ليلة القدر بما لا يخص به غيرهم من انكشاف شيء من الغيب، فذلك فضل رباني وانكشاف غيبي والكشف ممكن في الشريعة، والعبرة بصدق المخبر وألا يتعارض كلامه مع الوحي المعصوم، ولا يجب علينا أن نصدقه فيما قال لاحتمال التوهم فيما شاهد ولو كان صادقاً. وأهم ما ينبه عليه العلماء في إحياء ليلة القدر أن تصلى فريضة المغرب وفريضة العشاء جماعة، وأن ينوي المسلم أن يصلي الفجر في جماعة، ففي الحديث الصحيح "من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله". لكن المسلم يحرص على أن يقضي ليلة القدر في الذكر وفي الصلاة والدعاء ومما قاله العلماء:"يستحب طلب ليلة القدر، لأنها ليلة شريفة مباركة معظمة مفضلة، ترجى إجابة الدعاء فيها وهي أفضل الليالي حتى ليلة الجمعة، وهي مختصة بليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان" على القول الراجح، وأرجح الأقوال عند العلماء أنها في ليلة السابع والعشرين من رمضان، والحكمة في إخفائها: أن يجتهد الناس في طلبها، ويجدوا في العبادة طمعاً في إدراكها، كما أخفى ساعة الإجابة يوم الجمعة، واسمه