للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سورة الروم]

٢٧٩٠ - * روى الترمذي عن نيارِ بن مُكرمٍ الأسلمي (رضي الله عنه). قال: لما نزلت: {الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ} فكانت فارسُ يوم نزلت هذه الآية قاهرين للروم، وكان المسلمون يُحبُّون ظهور الروم عليهم، لأنهم وإياهم أهل كتاب، وفي ذلك قول الله: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} (١) وكانت قريش تُحبُّ ظهور فارس، لأنهم وإياهم ليسوا بأهل كتابٍ ولا إيمانٍ ببعثٍ، فلما أنزل الله هذه الآية، خرج أبو بكر الصديق يصبح في نواحي مكة: {الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ} قال ناسٌ من قريشٍ لأبي بكرٍ: فذلك بيننا وبينك، زعم صاحبُك أن الروم ستغلبُ فارس في بضع سنين، أفلا نُراهنُك على ذلك؟ قال: بلى، - وذلك قبل تحريم الرهان - فارتهن أبو بكرٍ والمشركون، وتواضعوا الرهان، وقالوا لأبي بكرٍ: كم تجعل البضع: ثلاث سنين إلى تسع سنين، فسم بيننا وبينك وسطاً ننتهي إليه، قال: فسموا بينهم ست سنين، قال: فمضت الستُّ سنين قبل أن يظهروا، فأخذ المشركون رهن أبي بكرٍ، فلما دخلت السنةُ السابعةُ، ظهرت الرومُ على فارس، فعاب المسلمون على أبي بكرٍ تسميةَ ست سنين، قال: لأن الله قال: {فِي بِضْعِ سِنِينَ} قال: وأسلم عند ذلك ناسٌ كثير.

٢٧٩١ - * روى الترمذي عن ابن عباس (رضي الله عنهما) في قوله تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} قال: غُلبتْ وغلبت، قال: كان المشركون يُحبُّون أن يظهر أهل فارس على الروم لأنهم وإياهم أهل الأوثان، وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتابٍ، فذكروه لأبي بكرٍ، فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "أما إنهم سيغلبون" فذكره أبو بكرٍ لهم، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلاً،


٢٧٩٠ - الترمذي (٥/ ٣٤٤، ٣٤٥) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ٣١ - باب "ومن سورة الروم" وقال الترمذي: حديث حسن.
(١) الروم: ٤، ٥.
٢٧٩١ - الترمذي (٥/ ٣٤٣، ٣٤٤) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ٣١ - باب "ومن سورة الروم" وقال الترمذي: حديث حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>