شديد على مكة وأهلها، وكذلك الأمر بعد عرفات ورمي الجمار إعلان حرب مستمرة على الشيطان الذي يحاول أن يمنعنا من تنفيذ أوامر الله، كما حاول أن يمنع أبانا إبراهيم عن القيام بأمر الله في ذبح إسماعيل، فعندما نرمي فكأننا نقول بلسان الحال إننا سننفذ أمر الله مهما عظم رغماً عن أنف الشيطان.
- والوقوف بعرفات ثم بالمزدلفة تطهير للنفس قبل طواف الإفاضة، الذي هو طواف الركن، ثم هو تنظيم للانطلاق الموحد نحو البيت، وتنظيم للتجمع الذي يسبق مراغمة الشيطان بالرمي وتعظيم البيت بالطواف، والذبح تقديم شكر لله عز وجل على أن أباح لنا بهيمة الأنعام وضيافة لأهل الحرم وقاصديه وزواره. والتحلل من الإحرام بالحلق قبل الطواف، والعودة إلى لبس المخيط قبل الطواف بالبيت والتطيب الذي يرافق ذلك تعظيم للبيت، إذ نطوف به طواف الركن ونحن على أحسن حال، من أجل إقامة شعائر ومشاعر.
- والعمرة: لغة: الزيارة. وشرعاً: قصد الكعبة للنسك وهو الطواف والسعي، وهي سنة مؤكدة مرة واحدة في العمر عند الحنفية والمالكية، وفرض على التراخي عند الشافعية والحنابلة، وشروط العمرة هي شروط الحج واتفق العلماء على أن العمرة تجوز في أي وقت من أوقات السنة، إلا أنها تكره عند الحنفية في يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة كراهة تحريم، ولا يكره عند الجمهور تكرار العمرة في السنة الواحدة.
وأما ميقات العمرة، فمن كان مقيماً بمكة فميقاته من أدنى الحل ولو بأقل من خطوة من أي جانب شاء وأما أهل الحل والآفاق فميقاتهم للعمرة هو ميقاتهم للحج.
- وأركان العمرة: أربعة عند الشافعية: الإحرام، والطواف، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق أو التقصير، وأركانها عند المالكية والحنابلة: ثلاثة فهم لم يعتبروا الحلق أو التقصير ركناً، أما عند الحنفية فاللعمرة ركن واحد هو الطواف.
- واجبات العمرة: واجب العمرة عند المالكية: الحلق أو التقصير وزاد الحنابلة واجباً: الإحرام من الحل، بينما زاد الحنفية: السعي.