للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أقول: هذا نموذج على صنفٍ من الناس يحمله حب الرئاسة على ركوب متن الابتداع والعياذ بالله تعالى.

[١٥ - الاغتباط في العلم والحكمة من الأدب]

قال الله سبحانه وتعالى (وقل رب زدني علما) (١).

١٦٠ - * روى البخار يعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا حسد إلا في اثنين رجل آتاه الله مالاً، فسلطه على هلكته في حق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويُعلمها".

قال البغوي: المراد من الحسد المذكور في الحديث هو الغبطةُ، فإن الغبطة هي أن يتمنى أن يكون له مثل ما لأخيه من غير أن يتمنى زوالها عن أخيه.

والحسد المذموم أن يرى الرجل لأخيه نعمة يتمناها لنفسه وزوالها عن أخيه.

قال ابن الأعرابي: الحسد مأخوذ عن الحسدل، وهو القُراد، والحسد يقشِرُ القلب، كما يقشرُ القرادُ الجلد، فيمصُّ الدم.

ومعنى الحديث: التحريض والترغيب في التصدق بالمال، وتعلُّمِ العلم.

وقيل: إن فيه تخصيصاً لإباحة نوع من الحسد، وإن كانت جملتُه محظورةً، كقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل الكذب إلا في ثلاث: الرجل يكذبُ في الحرب، ويُصلحُ بين اثنين، ويُحدثُ أهلهُ".

وقيل: لا حسد إلا في اثنين، أي: لا يضر الحسد إلا في اثنين، وهو أن يتمنى زوالها عن أخيه، فيضره، والأول أولى. شرح السنة ١/ ٢٢٩.


(١) طه: ١١٤.
١٦٠ - أحمد (١/ ٣٨٥) البخاري (١/! ٦٥) ٣ - كتاب العلم، ١٥ - باب الاغتباط في العلم.
مسلم (٣/ ٥٥٩) ٦ - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ٤٧ - باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه.
مجمع الزوائد (٣/ ١٠٨) وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>