للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سورة آل عمران]

٢٥٥٨ - * روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} (١) فقال: "فإذا رأيْتُم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأُولئك الذين سمَّى الله فاحذَرُوهُم".

وفي رواية (٢) الترمذي، قالت: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم- وفيها: "فإذا رأيتمُوهم فاعرفوهم" قالها مرتين، أو ثلاثاً.

قال الشيخ حسنين محمد مخلوف عند قوله تعالى وابتغاء تأويله: "وطلب تأويل الكتاب وتحريفه، التأويل الباطل الذي يشتهونه والتحريف السقيم الذي يقصدونه زاعمين أنه الغاية المرادة منه، وذلك شأن أهل البدع والأهواء والملاحدة في كل عصر. وتبعهم في ذلك الذين سموا أنفسهم مبشرين في هذا العصر". اهـ صفوة البيان لمعاني القرآن.

أقول: الفرق الضالة عن الإسلام وهي اثنتان وسبعون فرقة لم ترفض القرآن وإنما لجأت إلى هذا الأسلوب من التأويل الفاسد وتحكيم الهوى حتى خرج بعضها من الإسلام خروجاً تاماً وبعضها ضلت ولم تكفر، ومن دراسة لتاريخ الفرق التي أجمع أهل السنة والجماعة على ضلالها نتعرف على أنواع من المتشابه ضلت به هذه الفرق فما من فرقة إلا وقد ضلت بمتشابه بالنسبة لها أخذت به وأولته وتركت المحكم، ولا شك أن مما يدخل في الآيات المتشابهات آيات لها صلة بقضايا عقدية، فالنص يدل على ذلك قال تعالى {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} فمن ذهب إلى أن كل ما ورد في باب الاعتقاد لا يدخل في باب المتشابه،


٢٥٥٨ - البخاري (٨/ ٢٠٩) ٦٥ - كتاب التفسير، ٣ - سورة آل عمران، ١ - باب (منه آيات محكمات).
مسلم (٤/ ٢٠٥٣) ٤٧ - كتاب العلم، ١ - باب النهي عن اتباع متشابه القرآن.
أبو داود (٤/ ١٩٨) كتاب السنة، ٢ - باب مجانبة أهل الأهواء.
(١) آل عمران: ٧.
(٢) الترمذي (٥/ ٢٢٢) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ٤ - باب "ومن سورة آل عمران".

<<  <  ج: ص:  >  >>