للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سورة القمر]

٢٨٦٢ - * روى الترمذي عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: جاء مشركوا قريش يخاصمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدر، فنزلت: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (١).

سورة الرحمن

٢٨٦٣ - * روى أحمد عن أبي الدرداء أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول على المنبر: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} فقلت: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم الثانية: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} فقلت: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الثالثة {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} فقلت: وإنْ زنى وإن سرق يا رسول الله؟ فقال: "نعم وإن رغِمَ أنفُ أبي الدراداء". ولفظه عن عمرو بن الأسود أنه خرج من منزله وخرج أبو الدرداء هما يريدان المسجد وعمرو خلفه وهو يقول: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} فقال عمرو وإن زنى وإن سرق؟ فكررها مرتين أو ثلاثاً قال: نعم وإن رغمَ أنفُك يا عُويْمِرُ.

أقول: قال الله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} ذكر ما أعد لأهل ذلك، ثم قال: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ}، ثم ذكر ما أعد لأهل ذلك والمشهور عند العلماء أن الجنتين الأوليين للمقربين السابقين وأن اللتين من دونهما لأهل اليمين فالحديث محمول على من ارتكب بعض المنكرات ثم تاب إلى الله توبة نصوحاً وعمل بمقتضى التوبة حتى كان من السابقين، قال تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (٢).


٢٨٦٢ - مسلم (٤/ ٢٠٤٦) ٤٦ - كتاب القدر، ٤ - باب كل شيء بقدر.
الترمذي (٥/ ٢٩٨، ٢٩٩) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ٥٥ - باب "ومن سورة المقر" وقال الترمذي: هذا حخديث حسن صحيح.
٢٨٦٣ - أحمد (٢/ ٣٥٧)، مجمع الزوائد (٧/ ١١٨) وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح.
(١) القمر: ٤٨ - ٤٩.
(٢) الفرقان: ٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>