للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سورة يوسف]

٢٧٠٠ - * روى البخاري عن عروة بن الزبير (رضي الله عنه) أنه سأل عائشة عن قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} (١) أو كُذبوا؟ قالت: بل كذبهم قومهم، فقلت: والله، لقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم، وما هو بالظن، فقالت: يا عُرَيَّةُ أجلْ، لقد استيقنوا بذلك، فقلت: لعلها (قد كُذبوا) فقالت: معاذ الله، لم تكن الرسل تظنُّ ذلك بربها، قلت: فما هذه الآية؟ قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم، وطال عليهم البلاء، واستأخر عنهم النصر، حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم، وظنوا أن أتباعم كذبُوهم، جاءهم نصر الله عند ذلك.

وفي رواية (٢) عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة قال: قال ابن عباس: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} خفيفةً، قال: ذهب بها هنالك، وتلا: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} (٣)، قال: فلقيتُ عروة بن الزبير، فذكرتُ ذلك له، فقال: قالت عائشة": معاذ الله، والله ما وعد الله رسوله من شيء قط إلا علم أنه كائن قبل أن يموت، ولكن لم تزل البلايا بالرسل، حتى خافوا أن يكون من معهم من قومهم يُكذبُونهم، وكانت تقرؤها {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} مُثقلةً.

جاء في "زاد المسير" ٤/ ٢٩٦ وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر "كُذِّبوا" مشددة الذال مضمومة الكاف، والمعنى: وتيقن الرسل أن قومهم قد كذبوهم، فيكون الظن هاهنا بمعنى اليقين، وهذا قول الحسن وعطاء وقتادة وقرأ عاصمٌ وحمزة والكسائي "كُذبوا" خفيفة، والمعنى: ظن قومهم أن الرسل قد كُذبوا فيما وعدوا به من النصر، لأن الرسل لا يظنون ذلك.

قال الحافظ في "الفتح" ٨/ ٢٦٧: أنكرت [أي عائشة] القراءة بالتخفيف، بناء على


٢٧٠٠ - البخاري (٨/ ٣٦٧) ٦٥ - كتاب التفسير، ٦ - باب (حتى إذا استيأس الرسل).
(١) يوسف: ١١٠.
(٢) البخاري (٨/ ١٨٨، ١٨٩) ٦٥ - كتاب التفسير، ٣٨ - باب (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم ... إلخ).
(٣) البقرة: ٢١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>