للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفقرة الحادية عشر: في تسمية الصلوات]

٣٠٥ - * روى مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تغلبنكم الأعرابُ على اسم صلاتكم، ألا إنها العشاء وهم يُعتمون بالإبل".

وفي رواية (١): "على اسم صلاتكم العشاء، فإنها في كتاب الله العشاء وأنها تُعتِمُ بحلاب الإبل".

قال الشيخ وهبي: ورد في الحديث الصحيح تسمية العشاء العتمة ففي مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال " .... ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولوْ حبْوا".

أقول: ولذلك فسر الأزهري الحديث بما رأيناه إلا أن المتبادر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كره أن تسمى صلاة العشاء بالعتمة وكان من سنته عليه الصلاة والسلام تغيير الأسماء إلى ما هو أحسن وأجمل، قال السندي: أي الاسم الذي ذكر الله تعالى في كتابه لهذه الصلاة اسم العشاء والأعراب يسمونها العتمة فلا تكثروا من استعمال ذلك الاسم لما فيه من غلبة الأعراب عليكم بل أكثروا استعمال اسم العشاء موافقة للقرآن.

٣٠٦ - * روى البخاري عن عبد الله بن مُغفل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تغلبنكم الأعرابُ على سام صلاتكم المغرب، قال وتقول الأعراب: هي العشاء".

أقول: كما كره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تغلب اصطلاحات الأعراب اسم صلاة العشاء كذلك كره أن تغلب اصطلاحات الأعراب على اسم صلاة المغرب والموضوع يحتمل أكثر من اتجاه في الفهم إلا أنني أميل إلى هذا الفهم.


٣٠٥ - مسلم (١/ ٤٤٥) ٥ - كتاب المساجد ومواضع الصلاة، ٣٩ - باب وقت العشاء وتأخيرها.
(١) نفس الحديث السابق.
أبو داود (٤/ ٢٩٦) كتاب الأدب، ٨٦ - باب في صلاة العتمة.
النسائي (١/ ٢٧٠) ٥ - كتاب الصلاة، ٢٣ - باب الكراهية في ذلك.
(يعتمُون) أعتم بحلاب الإبل: إذا أراحها ثم أناخها في مراحها فحبها حين يدخُل في عتمة الليل، وهي ظلمتُهُ.
قال الأزهري: كأن المعنى: لا يغرنكم فعلهم هذا عن صلاتكم، فتؤخروها، ولكن صلوها إذا كان وقتها. وحلابُ الإبل: حلبُها.
٣٠٦ - البخاري (٢/ ٤٣) ٩ - كتاب مواقيت الصلاة، ١٩ - باب من كره أن يقال للمغرب العشاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>