للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفقرة الثالثة: في بعض ما خص بالذكر من آيات وسور]

الأصل أن يشتغل المسلم في الكتاب كله تلاوة وحفظاً وفهماً فالعكوف على تلاوته وختمه مرة بعد مرة وكرة بعد كرة والاشتغال اليومي به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، قال تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} (١) قال فقهاء الحنفية (وحفظ جميع القرآن سنة عين) وقد ورد في السنة النبوية حض على التلاوة اليومية لآيات بعينها أو سور بعينها كما ورد حض على تلاوة بعض السور أسبوعياً، ووردت نصوص في الحض على حفظ سور بعينها وكان بعضُ الصحابة يقدمون حفظ المفصل، كل ذلك استدعى تخصيص هذا الموضوع بالذكر. وسنرى في هذه الفقرة أن الأمر واسع في التخير من القرآن للحفظ، ولكن قد يكون من المستحسن تحقيقاً لهذه النصوص أن يأخذ الإنسان نفسه بالحفظ على مراحل: فالمرحلة الأولى: يعكف فيها على ما ورد فيه شيء يخصه: كالبقرة، وآل عمران، والكهف وسورة ألم السجدة وياسين والمفصل.

وفي المرحلة الثانية: يكون التركيز على أخذ ما تبقى من قسم الطوال إلى منتهى براءة، ثم يكون عكوف على ما تبقى من القرآن، والأمر واسع، وهذه بعض النصوص التي وردت في تخصيص بعض القرآن في الذكر.

[- في البسملة]

٢٤١٢ - * روى البزار عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف خاتمة السورة حتى تنزل بسم الله الرحمن الرحيم، فإذا نزل بسم الله الرحمن الرحيم علِمَ أن السورة قد خُتمت واستُقبِلَتْ وابتدئِتْ سورةٌ أخرى.


(١) آل عمران: ١١٣.
٢٤١٢ - كشف الأستار (٣/ ٤٠) كتاب التفسير، باب ابتداء السور ببسم الله الرحمن الرحيم.
وقال الهيثمي: اقتصر أبو داود على قوله: لا يعرف فصل السورة، حتى ينزل بسم الله الرحمن الرحيم.
وقال في مجمع الزوائد (٦/ ٣١٠) رواه البزار بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>