ذكر فقهاء المالكية الصلوات ذوات السبب فأوصلوها كما ذكر صاحب (الفقه الإسلامي وأدلته) إلى ثنتي عشرة قال: (ماله سبب: وهي عشرة: الصلاة عند الخروج إلى السفر، وعند الرجوع منه، وعند دخول المنزل، وعند الخروج منه، وصلاة الاستخارة: ركعتان، وصلاة الحاجة: ركعتان، وصلاة التسبيح: أربع ركعات، وركعتان بين الأذان والإقامة، وأربع ركعات بعد الزوال، وركعتان عند التوبة، وزاد بعض المالكية: ركعتين عند الدعاء، وركعتين لمن قدم للقتل اقتداء بخبيب بن عدي رضي الله عنه).
وهذه الصلوات ذوات السبب منها ما يتكرر يومياً ومنه ما هو مرتبط بمناسبة: ولما كان قد خصصنا هذا الباب للصلوات التي تتكرر يومياً فقد اخترنا من هذه الصلوات ما هو ألصق بذلك لكنا أدخلنا ما اخترناه في أكثر من فقرة من فقرات هذا الباب، فصلاة التسبيح جعلناها في فقرة مستقلة ستأتي معنا لأنه يجوز للإنسان أن يصليها يومياً كما يجوز له أن يصليها أسبوعياً أو شهرياً أو سنوياً أو عمرياً فخصصناها بفقرة، وقد مرت معنا بمناسبة الكلام عن السنن الرواتب الصلاة بين الأذانين والصلاة بعد الزوال وخصصنا هذه الفقرة التي مرت معنا بذكر سنتي دخول البيت والخروج منه، ولما كان الفقهاء ومنهم المالكية يذكرون من السنن ذوات السبب والتي تتجدد يومياً سنة تحية المسجد وسنة الوضوء فقد أدخلناهما في هذه الفقرة وإن لم يذكرا مع هذه الاثنتي عشرة صلاة، وستمر معنا في أبواب لاحقة بقية الصلوات التي لها سبب بمناسباتها الألصق بها.
لا تصلى عند الحنفية النوافل ذوات السبب كتحية المسجد وسنة الوضوء ولا غيرها من النوافل في أوقات النهي الخمسة وهي: ما بعد فريضة الصبح وما بعدها فريضة العصر وعند طلوع الشمس وقبيل زوالها وعند غروبها، ويجوز عند الشافعية قضاء النوافل في أي وقت كما تجوز صلاة النوافل ذوات السبب غير المتأخر والمقارن في أي وقت: كالكسوف وصلاة الاستسقاء وصلاة الجنازة وركعتي الطواف، وكتحية