للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المقدمة

في: الجامع بين موضوعات هذا الجزء

بين الأمر بالمعروف والدعوة إلى الخير والنصيحة علاقة جامعة، إنها كلها نصح وإرادة خير للآخرين، وكلها تعليم وزيادة، كما أنها اثر عن العلم ومن ههنا كان بينها وبين العلم ارتباط، والأثر المباشر للعلم هو التعليم، والتعليم أمر عملي بالخير ونهي عملي عن المنكر، ونصيحة علمية لخلق الله ولذلك كان بين هذه الموضوعات كلها علاقة.

وقد جعلنا هذا الجزء في العبادات الرئيسية لأن العلم عبادة: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (١) والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير عبادة لأنها طريق الفلاح، وطرق الفلاح كلها عبادة، قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (٢)، ولقد جعل الله التواصي بالحق والصبر ركناً من أركان الفلاح بقوله: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (٣).

٢ - *وفيما روى أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة".

فالنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الخير والعلم والتعليم كلها عبادات، بل هي من أرقى العبادات، ولذلك جمعناها في هذا الجزء وقدمناها في الذكر لأن العلم هو الطريق للمعرفة التي تسبق العمل، ولأن إشاعة الخير تعين السالكين على السير.

* * *


(١) فاطر: ٢٨.
(٢) آل عمران: ١٠٤.
(٣) العصر: من ١: ٣.
٢ - رواه أحمد (١/ ٣٥١) في المسند. قال في مجمع الزوائد: "مقتضى رواية أحمد الانقطاع بين عمرو وابن عباس". مسلم (١/ ٧٤) ١ - كتاب الإيمان، ٢٣ - باب: بيان أن الدين النصيحة. أبو داود (٤/ ٢٦٨) كتاب الأدب، باب النصيحة. النسائي (٧/ ١٥٦) ٣٩ - كتاب البيعة، ٣١ - النصيحة للإمام.

<<  <  ج: ص:  >  >>