للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير سورة طه]

٢٧٤١ - *روى أبو يعلي حدثنا سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله تعالى: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} (١) سألته عن الفتون ما هو؟ قال: استأنف النهار يا ابن جبير فإن لها حديثاً طويلاً. فلما أصبحتُ غدوتُ إلى ابن عباس لأنتجزَ منه ما وعدني من حديث الفتون فقال: تذاكر فرْعونُ وجلساؤه ما كان الله وعد إبراهيم من أن يجعل في ذريته أنبياء وملوكاً، فقال بعضهم: إن بني إسرائيل لينتظرون ذلك ما يشكون فيه. وقد كانوا يظنون أنه يوسف بن يعقوب. فلما هلك، قالوا: ليس كذلك، إن الله عز وجل وعد إبراهيم. قال فرعون: فكيف ترونه؟ فأتمروا وأجمعوا أمرهم على أن يبعث رجالاً معهم الشِّفَار يطوفون في بني إسرائيل فلا يجدون مولوداً ذكراً إلا ذبحوه، ففعلوا ذلك، فلما رأوا أن الكبار من بني إسرائيل يموتون بآجالهم، والصغار يُذْبحون، قالوا: يُوشك أن تُفْنُوا بني إسرائيل فتصيرون إلى أن تُباشروا من الأعمال التي كانوا يكفونكم. فاقتلوا عاماً كل مولودٍ ذكرٍ فيقل نباتهم، ودعوا عاماً فلا يُقتل منهم أحدٌ فينشأ الصغار مكان من يموت من الكبار، فإنهم لن يكثروا بمن تستحيون منهم فتخافوا مكاثرتهم إياكم، ولن يُفنَوْا بمن تقتلون فتحتاجون إلى ذلك، فأجمعوا أمرهم على ذلك.

فحملت أم موسى بهارون في العام الذي لا يُذبح فيه الغلمان فولدته علانيةً آمنةً. فلما كان من قابلٍ حملت بموسى، فوقع في قلبها الهمُّ والحُزْنُ- وذلك من الفتون يا ابن جبيرٍ - ما دخل منه في قلب أمِّه مما يُراد به. فأوحى الله تبارك وتعالى إليها: {وَلَا


٢٧٤١ - مسند أبي يعلي (٥/ من ص ١٠، ص ٢٩).
(١) طه: ٤٠.
مجمع الزوائد (٧/ ٥٦) وقال الهيثمي: رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح.
وأخرجه الطبراني ١٦/ ١٦٤ إلى قوله: إذ جاء رجل من شيعة موسى من أقصى المدين فاختصر طريقاً قريباً حتى يسبقهم إلى موسى فأخبره الخبر. وذلك من الفتون يا ابن جبير.
وقال ابن كثير في التفسير ٣/ ١٥٣ "هكذا رواه النسائي في السنن الكبرى وأخرجه أبو جعفر بن جرير وابن أبي حاتم في تفسيريهما، كلهم من حديث يزيد بن هارون به وهو موقوف من كلام ابن عباس، وليس منه مرفوع إلا قليل منه وكأنه تلقاه ابن عباس رضي الله عنهما مما أبيح نقله من الإسرائيليات عن كعب الأحبار أو غيره والله أعلم، وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول ذلك أيضاً" اهـ قول ابن كثير ويشهد لبعض فقرات الرواية أحاديث مرفوعة، انظر مسند أبي يعلي (٥/ ٢٩ - ٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>