للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والراجح صحة بل استحباب: صيام ستة أيام من شوال للأحاديث، ويبدو أنها لم تبلغ الإمام مالكاً، ثم إنه لا يلتبس على أحد شهر رمضان بغيره فإن هذا مما لا يخفى على أحد.

لكن قال الشيخ الخرشي المالكي: وهذه- الكراهة- إذا صامها متصلة برمضان متوالية، مظهراً لها معتقداً سنة اتصالها وإلا فلا كراهة. (حاشية الخرشي على مختصر خليل (٢/ ٢٤٣).

وقال الكاساني: والاتباع المكروه وهو أن يصوم يوم الفطر، ويصوم بعده خمسة أيام، فأما إذا أفطر يوم العيد ثم صام بعده ستة أيام فليس بمكروه بل هو مستحب وسنة (البدائع ٢/ ٩٨٠).

وقال الدهلوي: "والسر في مشروعيتها أنها بمنزلة السنن الرواتب في الصلاة تكمل فائدتها ... وإنما خص في بيان فضله التشبيه بصوم الدهر لأن من القواعد المقررة أن الحسنة بعشر أمثالها، وبهذه السنة يتم الحساب" ... حجة الله البالغة (٢/ ٥٥).

[- صوم يوم عرفة التاسع من ذي الحجة]

٣٨٠٦ - * روى مالك عن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال: "كانت عائشة تصوم يوم عرفة، ولقد رأيتها عشية عرفة: يدفع الإمام ثم تقف، حتى يبيض ما بينها وبين الناس من الأرض، ثم تدعو بشراب فتفطر".

أقول: من السنة صيام يوم عرفة لغير الحاج، وإذا صامه الحاج فلا بأس بذلك، وفعل عائشة رضي الله عنها كان من باب أخذ النفس بالشدة فيما هو جائز، والأجر حاصل إن شاء الله.

وهذا رأي الحنفية أنه يستحب صيامه للحاج إن كان لا يضعفه وكره ذلك الشافعية والحنابلة والمالكية فقالوا يستحب للحاج أن يفطره للنصوص الأخرى التي سترد.

٣٨٠٧ - * روى مسلم عن أبي قتادة (رضي الله عنه) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صيام يوم


٣٨٠٦ - الموطأ (١/ ٣٧٥، ٣٧٦) ٢٠ - كتاب الحج، ٤٣ - باب صيام يوم عرفة، وإسناده صحيح.
٣٨٠٧ - مسلم (٢/ ٨١٩) ١٣ - كتاب الصيام، ٣٦ - باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة.
الترمذي (٣/ ١٢٤) ٦ - كتاب الصوم، ٤٦ - باب ما جاء في فضل صوم عرفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>