"والسرُّ في حذفها من هذه الأربعة سرعة وقوع الفعل وسهولته على الفاعل وشدة قبول المنفعل المتأثر به في الوجود". ا. هـ.
[الفائدة الرابعة]
الدلالة على أصل الحركة مثل كتابة الكسرة ياء في قوله سبحانه {وإيتاء ... ذِي الْقُرْبَى} إذ تكتب هكذا {وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} ومثل كتابة الضمة واواً في قوله سبحانه {سأريكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} إذ كتبت هكذا {سَأُرِيكُمْ} ومثل ذلك الدلالة على أصل الحرف في نحو الصلاة والزكاة إذ كتبا هكذا: "الصلوة، الزكوة" ليفهم أن الألف فيهما منقلبة عن واو من غير نقط ولا شكل.
[الفائدة الخامسة]
إفادة بعض اللغات الفصيحة، مثل كتابة هاء التأنيث تاء مفتوحة دلالة على لغة طيئ ومثل قوله سبحانه:{يَوْمَ يأْتِي لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ} كتبت بحذف الياء هكذا (يأتِ) للدلالة على لغة هذيل.
[الفائدة السادسة]
حملُ الناس على أن يتلقوا القرآن من صدور ثقات الرجال، ولا يتَّكلوا على هذا لرسم العثماني الذي جاء غير مطابق للنطق في الجملة وينضوي تحت هذه الفائدة مزيَّتان:
(إحداهما): التوثق من ألفاظ القرآن وطريقة أدائه وحسن ترتيله وتجويده فإن ذلك لا يمكن أن يعرف على وجه اليقين من المصحف، مهما تكن قاعدة رسمه واصطلاح كتابته. فقد تخطيء المطبعة في الطبع، وقد يخفى على القارئ بعض أحكام تجويده، كالقلقلة والإظهار والإخفاء والإدغام والروم والإشمام ونحوها، فضلاً عن خفاء تطبيقها.
ولهذا قرر العلماء أنه لا يجوز التعويل على المصاحف وحدها. بل لابدَّ من التثبُّت في الأداء والقراءة، بالأخذ عن حافظٍ ثقةٍ. وإن كنت في شكٍّ فقل لي بربك: هل يستطيع المصحف وحده بأيِّ رسم يكون، أن يدل قارئاً أيًّا كان على النطق الصحيح بفواتح السور