للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[العرض الإجمالي]

القتال كريه للنفس، قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} (١) ولكنه لابد منه. فما دام هناك ظلم وبغي واعتداء على الأنفس والأموال والأعراض والأديان فلابد من قتال وإلا فإن العدل يضيع، وإن الحق يضيع، وإن الحرية تضيع. قال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} (٢) وقال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} (٣) وقال تعالى: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} (٤).

وقال تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (٥).

وقال تعالى: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} (٦).

وبما أنه لا تزول العقبات أمام إيصال الدين الحق، وأمام حرية الإنسان في اختياره إلا إذا كان السلطان لكلمة الله، فقد أمر الله بالقتال لتكون كلمة الله هي العليا، وقد قاتل المسلمون زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن الخلافة الراشدة أصنافاً من الناس لتكون كلمة الله هي العليا، ولم يكن ذلك لإكراه الناس (٧) على الإسلام.

قال تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (٨). ولكن إما لإزالة الحواجز وإما لإنهاء أوضاع غير معقولة، وإما لإيصال كلمة الله إلى الخلق بحرية كاملة.

وقد قاتل المسلمون في مرحلتي النبوة والخلافة الراشدة أنواعاً من القتال: قتالاً


(١) سورة البقرة آية: ٢١٦.
(٢) سورة الحج آية: ٤٠.
(٣) سورة البقرة آية: ٢٥١.
(٤) سورة الشورى آية: ٤١.
(٥) سورة البقرة آية: ١٩٠.
(٦) سورة الحجرات آية: ٩.
(٧) استثنى الفقهاء من عدم جواز الإكراه، العرب الوثنيين، فهؤلاء لهم حكم خاص.
(٨) سورة البقرة آية: ٢٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>