للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أناساً يرمُونها من فوقها، فقال: هذا- والذي لا إله غيره - مقام الذي أُنزلتْ عليه سورة البقرة".

وفي رواية (١) الترمذي النسائي قال: "لمَّا أتى عبد الله جمرة العقبة استبطن الوادي، واستقبل الكعبة، وجعل يرمي الجمرة على حاجبه الأيمن، ثم رمى بسبع حصيات، يُكبر مع كل حصاة، ثم قال: والله الذي لا إله غيره، من هاهنا رمى الذي أنزلتْ عليه سورة البقرة".

وفي رواية أبي داود (٢) قال: لما انتهى عبد الله إلى الجمرة الكبرى جعل البيت عن يساره، وعرفة عن يمينه، ورمى الجمرة بسبع حصياتٍ، وقال: هكذا رمى الذي أُنزِلتْ عليه سورة البقرة".

[(جمرة العقبة)]

قال الحافظ في الفتح: هي الجمرة الكبرى، وليست من منى، بل هي حدُّ منى من جهة مكة، وهي التي بايع النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار عندها على الهجرة. والجمرة: اسم لمجتمع الحصا، سميت بذلك، لاجتماع الناس بها، يقال: تجمر بنو فلان: إذا اجتمعوا. وقيل: إن العرب تسمي الحصى الصغار جماراً، فسميت تسمية الشيء بلازمه. وقيل: لأن إبراهيم لما عرض إبليس له فحصبه، جمر بين يديه، أي أسرع، فسميت بذلك.

(هذا الذي أنزلت عليه سورة البقرة):

قال الحافظ في الفتح: قال ابن المنير: خص عبد الله سورة البقرة بالكر، لأنها التي ذكر فيها الرمي، فأشار إلى أن فعله صلى الله عليه وسلم مبين لمراد كتاب الله تعالى. قلت- القائل ابن حجر-: ولم أعرف موضع ذكر الرمي من سورة البقرة، والظاهر أنه أراد أن يقول: إن كثيراً من أفعال الحج مذكور فيها، فكأنه قال: هذا مقام الذي أنزلت عليه أحكام المناسك، منبهاً بذلك على أن أفعال الحج توقيفية، وقيل: خص البقرة بذلك لطولها وعظم قدرها وكثرة ما فيها من الأحكام، أو أشار بذلك إلى أنه يشرع الوقوف عندها بقدر


(١) الترمذي (٣/ ٢٤٥، ٢٤٦) ٧ - كتاب الحج، ٦٤ - باب ما جاء كيف تُرمى الجمارُ.
النسائي (٥/ ٢٧٣) ٢٤ - كتاب مناسك الحج، ٢٢٦ - باب المكان الذي ترمي منه جمرة العقبة.
(٢) أبو داود (٢/ ٢٠١) كتاب المناسك، باب في رمي الجمار.

<<  <  ج: ص:  >  >>