للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليك، فلتقل: إني صائم، إني صائم".

أقول: النص جاء لتبيان أهمية ترك اللغو والرفث، وإلا فمن المعلوم أن من أركان الصوم ترك الطعام والشراب والجماع.

٣٦٤٨ - * روى النسائي عن عائشة (رضي الله عنها) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصيام جُنة من النار، فمن أصبح صائماً فلا يجهل يومئذ، وإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه، وليقل: إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".

[- الإكثار من أعمال الخير في رمضان]

٣٦٤٩ - * روى الشيخان عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة.

قال ابن حجر (١/ ٣١) في الفتح: وقال النووي: في الحديث فوائد: منها الحث على الجود في كل وقت، ومنها الزيادة في رمضان وعند الاجتماع بأهل الصلاح. وفيه زيارة الصلحاء وأهل الخير، وتكرار ذلك إذا كان المزور لا يكرهه، واستحباب الإكثار من القراءة في رمضان وكونها أفضل من سائر الأذكار إذ لو كان الذكر أفضل أو مساوياً لفعلاه. فإن قيل: المقصود تجويد الحفظ، قلنا الحفظ كان حاصلاً، والزيادة فيه تحصل ببعض المجالس، وأنه يجوز أن يقال رمضان من غير إضافة وغير ذلك مما يظهر بالتأمل. وانظر (شرح مسلم ١٥/ ٦٩).

قال ابن حجر: وفيه إشارة إلى أن ابتداء نزول القرآن كان في شهر رمضان، لأن نزوله إلى السماء الدنيا جملة واحدة كان في رمضان كما ثبت من حديث ابن عباس، فكان جبريل


٣٦٤٨ - النسائي (٤/ ١٦٧) ٢٢ - كتاب الصيام، ٤٣ - باب ذكر الاختلاف على محمد بن أبي يعقوب .. إلخ، وهو حديث صحيح.
٣٦٤٩ - البخاري (١/ ٣٠) ١ - كتاب بدء الوحي، ٥ - باب حديث ابن عباس ... إلخ.
مسلم (٤/ ١٨٠٣) ٤٣ - كتاب الفضائل، ١٢ - باب كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس .. إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>