كتاب الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام

الفصل الخامس في الأعذار التي تبيح الفطر - الفطر للمسافر وفضل الفطر عند المشقة - ج: 6 - ص: 2585

[- الفطر للمسافر وفضل الفطر عند المشقة]

٣٧٣٠ - * روى مسلم عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما) "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتى بلغ كراع الغميم، فصام الناس، ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس، ثم شرب، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام؟ فقال: أولئك العصاة، أولئك العصاة".

زاد في رواية (١) "فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام، وإنما ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء بعد العصر".

قال ابن خزيمة: فهذا الخبر بين واضح أن النبي صلى الله عليه وسلم سماهم عصاة إذ عزم عليهم في الفطر ليكون أقوى لهم على عدوهم إذ قد دنوا منهم، ويحتاجون إلى محاربتهم، فلم يأتمروا لأمره، فلما عزم النبي صلى الله عليه وسلم بالفطر، ليكون الفطر أقوى لهم، فصاموا حتى كان يغشى على بعض ويحتاج إلى أن يظلل، وينضح الماء عليه، فيضعفوا عن محاربة عدوهم، جاز أن يسميهم عصاة إذ أمرهم بالتقوى لعدوهم، فلم يطيعوا، ولم يتقووا لهم.

٣٧٣١ - * روى ابن خزيمة عن أنس بن مالك يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر ومعه أصحابه، فشق عليهم الصوم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء فيه ماء، فشرب- وهو على راحلته- والناس ينظرون إليه.

---

٣٧٣٠ - مسلم (٢/ ٧٨٥) ١٣ - كتاب الصيام، ١٥ - باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر ... إلخ.
(١) مسلم: نفس الموضع السابق ص ٧٨٦.
٣٧٣١ - ابن خزيمة (٣/ ٢٦٥) كتاب الصيام، ١١٢ - باب إباحة الفطر في رمضان في السفر ... إلخ، وإسناده صحيح.