للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون الصوت عند القتال".

أقول: من المعروف في فن الحرب أن كثرة الجلب والضوضاء ليست علامة صحية في الجيش المقاتل وهذا النص يشهد لصحة هذا المعنى.

[- الشعار في المعركة]

٤٨٧٨ - * روى أبو داود عن سلمة بن الأكوع (رضي الله عنه) قال: "أمر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرةً أبا بكر في غزاة، فبيتنا ناساً من المشركين نقتلهم، وقتلت بيدي تلك الليلة سبعة أهل أبياتٍ من المشركين، وكان شعارنا: أمتْ".

وفي رواية أخرى: "يا منصور أمتْ، يا منصُ أمتْ". أخرجه أبو داود، وانتهت روايته عند "أمتْ" الأولى.

وفي أخرى (١) لأبي داود أيضاً قال: "غزونا مع أبي بكرٍ زمن النبي صلى الله عليه وسلم فكان شعارنا: أمت، أمت". حديث صحيح لغيره.

٤٨٧٩ - * روى أبو يعلي عن عليِّ بن أبي طالبٍ قال: "كان شعارُ النبي صلى الله عليه وسلم يا كل خير".

أقول: من المتعارف عليه في الجيوش أن تكون هناك حالات يكون للأفراد فيها كلمة


= (يكرهون الصوت) كراهية الصوت في القتال: مثل أن يُنادي بعضهم بعضاً، أو يفعل أحدهم فعلاً له أثرٌ، فيصيح ويعرف نسه على جهة الفخر والعُجب، ونحو ذلك.
٤٨٧٨ - أبو داود (٣/ ٤٣) كتاب الجهاد، باب في البيات.
(١) أبو داود (٣/ ٣٣) كتاب الجهاد، باب في الرجل ينادي بالشعار. حديث صحيح لغيره.
(فبيتنا) التبييت: الطروق ليلاً على غفلة، للغارة.
(أمت، أمتْ) أمرٌ بالموت، وقوله: يا منصُ، ترخيم منصور بحذف الراء والواو، والمراد: التفاؤل بالنصر، مع حصول الغرض بالشعار، لأنهم جعلوا هذا اللفظ بينهم علامة يعرف بعضهم بعضاً بها لأجل ظلمة الليل.
٤٨٧٩ - أبو يعلي (١/ ٣٩٠).
مجمع الزوائد (٥/ ٢٢٧) قال الهيثمي: رواه أبو يعلي عن القواريري عن منصور بن عبد الله الثقفي القواريري روى عن سفيان، وذكر ابن حبان في الثقات منصور بن عبد الله، يروي عن الزهري وكان يطلب الحديث مع ابن عيينه والظاهر أنه هو، وبقية رجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>