كنا ذكرنا في جزء الصلاة النصوص التي تتعلق في قيام رمضان وصلاة التراويح. وعرضنا بعض أدلة سنية العشرين ركعة ولذلك فإننا سنقتصر على ذكر صلاة التراويح هنا في العرض الإجمالي، وستكون نصوص هذا الباب فصلين: الفصل الأول: في الاعتكاف، الفصل الثاني: في ليلة القدر وساعة الاستجابة. وها أنت مع العرض الإجمالي لمباحث هذا الباب.
عرض إجمالي
إن المسلم بحاجة إلى برنامج يومي مليء بالعبادة، وبحاجة إلى يوم في الأسبوع يجدد فيه حيوية الإقبال على الله تعالى، وبحاجة إلى موسم سنوي يدخل فيه دورة روحية جسدية تجدد صلته مع الله تعالى، وإلى مرتكز في عمره يعتبر ميلاداً جديداً للمسلم الحق. ولقد كانت صلوات المسلم في يومه وأذكاره ودعواته وتلاوته للقرآن وإقباله على العلم هي غذاء المسلم اليومي، وكان يوم الجمعة هو المجدد لحيوية الإيمان في الأسبوع، وكان رمضان هو المجدد لحيوية الصلة مع الله في السنة، وكان الحج ذلك الميلاد الجديد للمسلم الحق.
إن رمضان دورة روحية كاملة لمن أقام حقه، فأدى فرائضه ونافلته، به يمتلئ قلب المؤمن نوراً وتقوى فيعفي على آثار عام، ويبعث الهمة للتعبد في عام جديد، فهو في صيامه تعويد للنفس وللجسد على ضبط الشهوات، وهو في قيامه وصلاة التراويح فيه يغذي القلب بنور الإيمان ويعود المسلم على حسن الإقبال على الله، وهو بما سُنَّ فيه من اشتغال بالقرآن والذكر، وانصراف عن اللغو والفحش يصقل قلب المسلم وهو بما سن فيه من اعتكاف يصفي القلب والروح، ويغسل درن النفس، وهو في كونه مظنة ليلة القدر يبعث الداعية المسلم إلى البحث عن القُرْبِ والقُرَبِ، وهكذا إن رمضان هو الدورة الروحية العظمى في كل عام، وقد مر معنا ماله علاقة بالصوم عامة وصوم رمضان خاصة كما مر معنا من قبل حديث عن الصلوات والدعوات والأذكار وتلاوة القرآن في رمضان وغيره.
وهاك حديثاً عن الاعتكاف وليلة القدر وصلاة التراويح.