للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في تحصيل ما يستطيع من القرآن وأن تكون همته حفظ جميع القرآن، وقد مر معنا أن ذلك سنة عين.

٢٤٠٣ - * روى البخاري عن سعيد بن جبير (رحمه الله) قال: إن الذي تدعُونَهُ المفصل هو المُحكم، قال: وقال ابن عباس: تُوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قرأتُ المفصَّلَ المحْكَمَ.

وفي رواية (١)، أنه قال: جمعتُ المحكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقلتُ له: وما المحكم؟ قال: المُفَصَّلُ.

أقول: حققت في كتاب (الأساس في التفسير) أن المفصل يبدأ بالذاريات وفي النص ما يشير إلى نمط من أنماط الاشتغال بحفظ القرآن وهو البدء بالمفصل.

- في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخصّ أحداً بشيء من القرآن:

٢٤٠٤ - * روى البخاري عن عبد العزيز بن رُفيعٍ (رحمه الله) قال: دخلتُ أنا وشدادُ بن معقل على ابن عباس، فقال له شدادٌ: "أترك النبيُّ صلى الله عليه وسلم من شيءٍ؟ قال: ما ترك من شيءٍ، إلا ما بين الدفَّتَيْنِ، قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه، فقال: ما ترك إلا ما بين الدَّفَّتين".

أقوال: هذا رد على من زعم من الباطنية، وبعض غلاة الشيعة، وبعض الصوفية، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خص أحداً بشيء، نعم قد خص بعض الصحابة بأشياء غير تكليفية للأمة لمصالح مؤقتة تقتضيها مصلحة الأمة كإسراره لحذيفة بأسماء المنافقين، وكإسراره لأبي هريرة ببعض الأحداث والفتن التي ستظهر بعد وفاته عليه الصلاة والسلام في مرحلة مبكرة حتى إذا حدث لبس خيف به على مصلحة الأمة الإسلامية وجد من يزيل هذا اللبس.


٢٤٠٣ - البخاري (٩/ ٨٣) ٦٦ - كتاب فضائل القرآن، ٢٥ - باب تعليم الصبيان القرآن.
(١) البخاري (٩/ ٨٣) نفس الموضع السابق.
٢٤٠٤ - البخاري (٩/ ٦٤، ٦٥) ٦٦ - كتاب فضائل القرآن، ١٦ - باب منْ قال لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما بين الدفتين.
(ما بين الدفتين) أراد بقوله: ما بين الدفتين: كتاب الله تعالى، وما هو مكتوب بين دفتي المصحف من القرآن العزيز.

<<  <  ج: ص:  >  >>