للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[- الإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة وما فيه من عظائم الأمور]

١٦٨٨ - * روى أحمد عن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي"، فقالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ - قال: يقولون: بليت- قال: "إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء".

قال الشيخ أحمد البنا: الحديث يدل على أن يوم الجمعة له فضل كبير عند الله عز وجل ومزايا عظمى، بل تدل بظاهرها على أنه أفضل الأيام، وبه جزم ابن العربي، ويشكل على ذلك ما رواه ابن حبان في صحيحه من حديث عبد الله بن قرط أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أفضل الأيام عند الله يوم النحر" وما رواه ابن حبان أيضاً في صحيحه عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من يوم أفضل عند الله تعالى من يوم عرفة" وقد جمع العراقي فقال: المراد بتفضيل الجمعة بالنسبة إلى أيام الأسبوع وتفضيل يوم عرفة أو يوم النحر بالنسبة إلى أيام السنة، وصرح بأن حديث أفضلية يوم الجمعة أصح. وفي الحديث دليل على أن آدم عليه وعلى سائر الأنبياء الصلاة والسلام خلق في يوم الجمعة، وفيه دخل الجنة، وفيه أهبط منها، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وفيه تبعث الخلائق بعد الموت (قال القاضي عياض) الظاهر أن هذه الفضائل المعدودة ليست لذكر فضيلته، وإنما هو بيان لما وقع فيه من الأمور العظام وما سيقع ليتأهب العبد فيه بالأعمال الصالحة لنيل رحمة الله ودفع نقمته، وهذا كلام القاضي عياض رحمه الله (وقال أبو بكر بن العربي) في


١٦٨٨ - أحمد (٤/ ٨).
أبو داود (١/ ٢٧٥) كتاب الصلاة، ٢٠٦ - باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة.
النسائي (٣/ ٩١، ٩٢) ١٤ - كتاب الجمعة، ٥ - باب إكثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، وإسناده صحيح.
(الصعقة): الغشي والموت.
(أرم الميت): ورم: إذا بلى، والرمة: العظم البالي.

<<  <  ج: ص:  >  >>